مساومة وقحة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تابعت بإشفاق المؤتمر الصحفي لناطق تحالف العدوان تركي المالكي. أشفقت لحاله بعد ثاني فضيحة له على الهواء. شاهدت سواد الكذب يصبغ وجهه حدا يعصى على مساحيق التبييض. فإذا به يقع في فضائح أكبر، وتلك نتيجة حتمية لنهج الكذب، رتق الكذبة بأخرى، كما هو ديدن الكذاب ومآله المخزي.
سعى المالكي لتبرير فضيحة عرضه مشاهد فيديو قدمها بزهو متمرس الكذب بوصفها «دليلاً دامغاً على استخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية»، وزعمه بقوة طباع الفاجر أنها «مخازن تجميع صواريخ باليستية إيرانية في الميناء»، وانكشاف أنها مجتزأة من فيلم «مفبرك» أيضاً عن حرب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م.
قال المالكي إن «هذا الفيديو مرر بصورة مغلوطة في غرفة عمليات التحالف». مفشياً بذلك فضيحة جديدة وهي اختراق عمليات واستخبارات تحالف عسكري دولي يضم قرابة 17 دولة! ظن المالكي أن تحميل «المصادر» مسؤولية ما سماه «خطأً هامشياً» يبرئ ساحته والتحالف -كالعادة- لكنه أدانه بالفشل!
ليس هذا وحسب. المالكي بحديثه عن «خطأ هامشي» أقر من حيث لا يدري أن وجوده في هذا الموقع خطأ، ووجود السعودية والإمارات بالمنطقة -أصلاً- خطأ، وتحالف عدوانهم على اليمن خطأ، ودخول قوات تحالف الغزو والاحتلال لليمن خطأ، واستمرار بغيهم ومكابرتهم ومقامرتهم وعَمَهِهم في غيهم خطأ.
كذلك الحال مع عقد المؤتمر الصحفي في مدينة عتق بمحافظة شبوة. اختيار مدينة عتق وليس مدن بيحان أو عسيلان أو عين اللاتي زعم «تحريرها»، يؤكد كذب هذا الزعم. عقد المؤتمر في صالة مطار عتق المتروس بقوات «سعو-إماراتية» وبطاريات منظومة دفاع جوي (باتريوت)، كان دليلاً على زيف «التحرير»!
في سياق «التحرير» المزعوم أيضاً، جاء إعلان المالكي «إطلاق عملية حرية اليمن السعيد»، فضيحة خامسة. فضيحة الحديث عن «حرية اليمن» بمفهومهم بعد 7 سنوات حرباً، يقر بفشل تحالف العدوان في إخضاع اليمن لهيمنة دوله ووصايتها وأجندة أطماعها. ذلك هو مفهومهم للحرية و»التحرير»: إخضاع اليمن!
هذا الفشل استدعى مسمى جديداً ثالثاً لحرب هذا التحالف بتأكيد ناطقه. قال: «هذه العملية العسكرية ليست عملية عسكرية بالمعنى العسكري وهو الحرب»! يا هذا لو طبقنا مربع أرسطو للاستدلال المنطقي بحالات تقابله الأربع لكانت نتيجة ما هرفت به أنها عملية عسكرية تتوارى خلف وعود «ازدهار» خادع، جزرة لحصان تتقدمه العربة!
يدرك تحالف العدوان هذه الحقيقة، ويعلم يقينا أنه قد عجز عن كسر إرادة اليمنيين وتمسكهم بحريتهم واستقلال قرارهم وسيادتهم كحق أصيل لأي شعب وركن أساس لأي دولة وشرط رئيس لنهضة أي أمة وازدهارها ورخائها. «الازدهار» الذي لجأ «التحالف» أخيراً لمساومة اليمنين به مقابل حريتهم!
مساومة وقحة. أن تعرض على اليمنيين المسجونين بحصارك الجوي والبحري والبري ومنعك عنهم الغذاء والماء والكهرباء والدواء والوقود والرواتب والأمان والسلام؛ مقايضة ما سميته بتجبر السجان «حقهم في الحياة»، و»رخاء مصاف دول الخليج وأوروبا»، بماذا؟ بحريتهم واستقلال قرارهم وسيادة دولتهم!
يجهل المالكي معنى الحرية، كما حكام دول تحالف عدوانه، وفاقد الشيء أنى له أن يعطيه. لا يعلم أن الحرية تُقبض ولا توهب، كما الحرب تُفرض ولا تطلب. يراهن هؤلاء العبيد للحلف الأنجلو-صهيوني (أمريكا، بريطانيا، إسرائيل) على نجاحهم في تجويع اليمنيين وإفقارهم، كرهان مروض الخيول، بل والأسود!
يظل الثابت أن اليمن في الأصل حر وقراره يجب أن يكون حراً، لولا أن أخضعه عملاؤكم لوصايتكم عقودا. وقد هب شعبه لإسقاط أدواتكم ونخاستهم، وهو الآن في معظمه حر يتصدى رغم جوعه وعطشه لبغيكم وعدوانكم ويكسر تجبركم واستكباركم، وسيحرر كامل أراضيه ولن يخضع لكم، فحريته أغلى من كل أموال نفطكم ومن دويلاتكم برمتها.

أترك تعليقاً

التعليقات