دهنوهـا!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

ما هذه القسوة؟ لماذا لا تتيح القوات المسلحة اليمنية، الوقت الكافي لدول تحالف الحرب السعودي الإماراتي، لاستكمال دهن مباني منشآتها العسكرية والحيوية بدهانهم الخرافي المدرع للحجر «والمضاد للقذائف وصواريخ الكاتيوشا، بل حتى صواريخ كروز الأمريكية»، حسب إعلان النظام السعودي المثير للشفقة أكثر منه السخرية؟!
هكذا أضحى كثيرون يعلقون ساخرين، مع كل عملية هجومية تنفذها القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو اليمني المسير. والحق أن هذه العمليات أضحت شيئا فشيئا، في حكم الاعتيادي، مثلها مثل عمليات القنص أو الرماية التي يبرع فيها اليمنيون، حدا طوروا معه قناصات ذات مدى كبير جدا، يقاس بالكيلومترات لا الأمتار. 
لكن الاستثنائي، هو الإمعان اليمني اللافت رغم فارق الإمكانيات المادية والتقنية والفنية والتكنولوجية، في قهر «فخر الصناعة الأمريكية»، التي تحمي دول تحالف الحرب، وكيف أنها أضحت هي في ذاتها بحاجة إلى من يحميها من الهجمات العسكرية للقوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو اليمني المسير، المطور في ظروف غير مواتية.
العملية الهجومية الأخيرة للقوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسير التي أعلن عنها ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، صباح أمس الاثنين، تضمنت استثناء فارقا، يتجاوز «استهداف مرابض الطائرات الحربية وسكن الطيارين في قاعدة خميس مشيط بعسير، وأهدافاً عسكرية في مطارات أبها وجيزان ونجران».
وفقا لناطق القوات المسلحة العميد سريع، فإن العملية الهجومية، استهدفت بين ما استهدفته من قواعد ومنشآت عسكرية وحيوية سعودية «منظومات باتريوت» الدفاعية الجوية السعودية، الأمريكية الصنع، نفسها، ما يجعل لسان حال السعودية وصواريخ باتريوت، قول الإخوة المصريين: «جيتك يا عبدالمعين تعيني لقيت عاوز تتعان»!
هنا تحضرني أحاديث كثير من الخبراء العسكريين، ذوي الباع في العلوم العسكرية والعمل العسكري، عربا وغربا، ومنهم على سبيل المثال، لا الحصر، الخبير العسكري الأردني مأمون أبو نوار، تابعت له تعليقا على هجمات عملية «توازن الردع الرابعة» التي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو اليمني المُسير في يونيو الماضي.
تحدث أبو نوار، بكلام عسكري علمي وعملي، في حديث لتلفزيون «دويتشه فيله» الألماني، قال فيه إن دقة إصابة الطائرات المسيرة الانتحارية والصواريخ الباليستية للحوثيين الأهداف في السعودية والإمارات، كانت مرتفعة للغاية بما يسمى عامل مضاعفة القوة بالتعبير العسكري، لافتا إلى فارق كلفة إصابة الهدف، في هذه الهجمات اليمنية.
في هذا، أوضح الخبير العسكري الأردني، أبو نوار، أن كلفة إصابة الهدف أو «Cost per kill» منخفضة للغاية في حالة الطائرات المسيرة، التي يمكنها مثلاً استهداف محطة رادار فتعطلها تماماً، وهو ما يمكن أن يحدثه صاروخ باتريوت يتراوح سعر منصته ما بين مليون و6 ملايين دولار، وهذا يبين فارق الكلفة في إصابة الهدف.
خلاصة حديث الخبير مأمون أبو نوار، كانت كما خلاصة أحاديث خبراء عسكريين من جنسيات مختلفة وميولات سياسية متباينة، وهي: أن وصول الطائرات اليمنية المسيرة والصواريخ الباليستية المطورة إلى العمقين السعودي والإماراتي، يعني تغير قواعد الحرب، وأن خطراً حقيقياً بات يهدد السعودية والإمارات، يهدد اقتصادهما وتبعا بقاءهما.
والحال، أن السعودية والإمارات تدركان هذا جيداً، وأن الدهان لا يجدي ولا المداهنة، لولا المكابرة والإصرار على المقامرة، فضلا عن افتقاد الرياض وأبوظبي فعليا استقلال القرار، وتأكيد مجريات الحرب أن قرار شنها كما هو قرار وقفها بيد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، في المقاوم الأول، وما شحنة أسلحة وكالة التنمية الأمريكية ببعيدة.

أترك تعليقاً

التعليقات