طراطير العصر!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -

الطُّرْطُورُ هو الحنفي الذي تخرّ منه المياه بلا حول له ولا قوة.. طَرْطَرَ، يُطرطر، طرطرة، فهو طرطور.. كذلك تقول معاجم اللغة مع معان أخرى قطعاً لا تلزمنا هنا، إنما تعالوا إلى شواهد حال "الطرطرة" المتنامية في زماننا، ومآل هذا التنامي وأهوال تبعات تكاثر "الطراطير" وتداعياتها في شؤون الشعوب والدول أيضاً.
من ذلك مثلاً -لا قدحاً ولا شتماً- ما يسمى "السلطة الشرعية" لليمن، في إشارة إلى كل من الرئيس هادي المنتهية ولايته المؤقتة والتوافقية، وحكومته وغير الحائزة على ثقة نواب الشعب البرلمانية، وغير الفاعلة في تجسيد اسمها عمليا بوظائف فعلية تجاه الشعب.
ألا تشبه سلطة هادي وحكومته الحنفي المخروط، التالف، الذي يطرطر بلا حول له ولا قوة؟! أليس لها شكل حنفي (أقصد سلطة والمجتمع الدولي يسميها سلطة وجهازاً إعلامياً ما يزال يدعوها سلطة وشرعية) رغم أنها بلا وظيفة حنفي، أقصد من دون أي مظهر على امتلاكها سلطة أو مزاولتها سلطة أو حتى التزامها طابع "شرعية" في القرارات والإجراءات؟!!
ما الذي يثبت في واقع الحال المعيش أن هادي وحكومته سلطة تمارس وظائف سلطة حكم تخدم، لا عصابة جرم تهدم، وتؤدي واجبات سلطة حكم لدولة وتجاه شعب يفترض أنها حاكمة لشؤونه ومديرة لمصالحه وكافلة لحقوقه وملبية لاحتياجاته ومحققة لتطلعاته وملتزمة عقدها الاجتماعي معه (الدستور)؟!!
دعوكم مما يردده جهازها الإعلامي وترسانة إعلام التحالف والإعلام الدولي، من مناشط: "التقى... اجتمع... استقبل... ودع... اتصل... تلقى اتصالاً... وبحث... ناقش... أكد... شدد... دعا... وجه..."، المناشط التي تجري في إطار فندق ومن صالة استقبال واجتماع خارج أراضي اليمن ومنذ 4 أعوام، ومن دون أي صلة لها بشؤون هذا الشعب المضام!!
نحتاج إلى شواهد أفعال وقرائن أعمال تؤكد أنها صادرة عن سلطة حكم وتجسد وظائف أي سلطة حكم في أي زمان ومكان، وتؤدي واجبات سلطة حكم تجاه دولة تحكمها وحيال شعب تحكمه، أعمال مادية ملموسة على أرض الواقع اليمني، لا فعاليات مكتبية على شاشات التلفاز وأقوال دعائية ادعائية في صفحات "فيسبوك" و"تويتر"!!
ثم تعالوا، إذا وجدتم أفعالا من هذا النوع لهادي وحكومته تؤكد أنه سلطة حكم دولة وشعب، تعالوا لتقييمها إن كانت أفعالاً عامة أم خاصة، تصب في مصلحة عامة للدولة والشعب أم في مصلحة نخبة أو جماعة أو شلة أو منطقة أو حزب أو دول أخرى غير الدولة التي يفترض بهادي وحكومته أنهم سلطة تحكمها وشعبها!!
تعالوا أيضا، وبعيداً عن هذا التقييم الذي قد ينعت بأنه "حسد" وأن داعيه "الحسد والحقد"، لنركز على الأفعال ذاتها ونغض الطرف عن شخوصها وعوائدها أو مردوداتها ولصالح من تصب، وأخبرونا كم فعلاً من هذه الأفعال شرعي، التزم أحكام دستور الدولة وقوانين نافذة تنظم شؤون هذه الدولة وتضمن حقوق وواجبات الحاكم والمحكومين؟!
أعلم سلفاً، كما يعلم السواد الأعظم من هذا الشعب المغلوب على أمره، أن الإجابات على التساؤلات أعلاه مخيبة للآمال ومخالفة لما يفترضه الحال، وكاشفة بجلاء لا يحتمل لبساً أو تأويلاً، حقيقة أسباب هذا المآل، وما يطفح به من اختلال وما ينهشه من اعتلال وما يسوده من أهوال. ولكن حتى متى؟! ذلك هو السؤال!

للفائدة اللغوية:
من معاني "الطرطور" و"الطرطرة" في معاجم لغتنا الثرية:
معجم الوسيط:
الطُّرْطُورُ: الدَّقيقُ الطويلُ. 
الطُّرْطُورُ: القَلَنْسُوَةُ الطويلة الدَّقيقةُ الرَّأْسِ. 
الطُّرْطُورُ: الوغْدُ الضَّعيفُ. والجمع: طراطيرُ.
الطَّرْطَرُ: راسبُ الخمرِ المُصَفَّى.
معجم الغني:
رَجُلٌ طَرْطُورٌ: تَافِهٌ، ضَعِيفٌ، مَنْ لاَ قِيمَةَ لَهُ.
معجم الرائد:
 طرطر - طرطرة (فعل): تَكبّرَ وفَخَرَ بما ليس فيه.

أترك تعليقاً

التعليقات