«لعنة غزة»!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يتحدثون عن سقطة جديدة، يدعونها «صفقة»، ويسمونها «درع أبراهام»! يظنون أنها لفة ذكية ضمن سلسلة التفافات عديدة على قضية فلسطين وحقوقها السليبة! لا يعلمون أن «لعنة غزة»، وحدها ستظل نقمة تلاحقهم، حتى تأتي عليهم!
يروج كيان الاحتلال الصهيوني لهذه «الصفقة» الجديدة، ويسوق لها على نطاق واسع، وهو يحشد الآن عملاءه العلنيين ومعهم المستترين! لا يتحرج العدو من إشهار انضمام عملاء عار جدد لكيانه ومخططاته على طريق تحقيق «إسرائيل الكبرى»!
يتوهم الكيان الصهيوني، أنه بتجنيده 10 حكام عرب، ضمن تعبيد الطريق أمام مخططه، وتعميد إعدام فلسطين وحقوقها! يظن الكيان أن القرار بيد هؤلاء الحكام، ويتجاهل أنهم بلا صفة، مثلما سلب الحق ونهبه، لا يسقط بأي شريعة أو شرعة...
فعليا، ستلحق طبخة «درع أبراهام» بسابقاتها من المؤامرات والطبخات. مصيرها لن يختلف عن «اتفاق أوسلو»، و»الشرق الأوسط الجديد»، و»صفقة القرن». كل ما ستحققه، صحوة إضافية، تبدد قدرا من غفلة الأمة، وتنتج هبة أجد.
يتوقع تحالف الشر العالمي «الأنجلو-صهيوني» أن تحدث طبخته الجديدة «درع أبراهام»، حسما نهائيا للصراع وإنجازا فارقا لصالح الكيان الصهيوني. لا يدري هذا التحالف المتجبر المغرور، أنه يؤذن لنقلة كبيرة وجولة قوية في مسار المقاومة.
عربيا، على مستوى الشعوب، ستؤكد الطبخة الجديدة لكل جاهل ولاهٍ، وكل غافل وساهٍ، وكل مخدوع تاه؛ حجم المؤامرة وخطر الدائرة، على فلسطين السليبة وباقي أقطار الأمة، ولن تقبل الشعوب العربية والإسلامية الحرة انتظار دورها في الذبح!
سيرى تحالف الشر العالمي، أن كل حملاته الإلهائية لشعوب الأمة، ومخططاته الإيهانية لأقطار الأمة، على مدى عقود عدة؛ لم تنجح بعد في غسل أدمغة شعوب الأمة العربية والإسلامية، ولا استطاعت كليا نزع كرامتها، وفصم عروتها، وقضم مقدساتها.
ثمانون عاما خلت، تؤكد لمن يفهم، أن الكيان الصهيوني لن يهنأ بسلم، ما بقي في الأمة العربية والإسلامية نبض ودم. سيظل عند كل عربي ومسلم، عدوا يستبيح الحُرم ويستحق الرجم، ولا بد للمعركة معه أن تحسم، ولا بد بنهاية المطاف أن يهزم.
لم ينجح كل الإجرام بحق الفلسطينيين، سلبا للأرض وهتكا للعرض، هدما للبنيان وتهويدا للإنسان، قتلا وجرحا، حصارا وتجويعا، في فرض الاستسلام. ولم يفلح كل الإرغام للعرب والمسلمين، بسياط الإفقار والاضطراب، في نزع الغيرة.
يبقى الثابت، أن الكيان الصهيوني، باطل بُني على باطل، واستمر بالخيانة والعمالة والحماية. ولأن الباطل زائل وأهله مهما صال وجال، ما بقي الحق واستمر أهله في طلبه؛ فإن الله لا يخلف وعده، وسينصر من نصره وجاهد في سبيله، والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات