اليوم الموعود
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
تجاوزت معادلة المواجهة مع الكيان الصهيوني قولهم «اضرب الحديد وهو ساخن». انتقلت مع «طوفان الأقصى» الى الفعل ولم تعد في إطار رد الفعل، ومنذ ذلك الحين كيان العدو ساخن جدا، ولا أمل له في السكون.
صحيح أن ردود فعل الكيان الصهيوني وأميركا، بجانب الجرائم، تتعمد اغتيال رموز المقاومة. لكنها لا تنفي أن محور المقاومة لم يعد ينتظر أن يكون الحديد ساخنا ليضرب، بل صار يطرق الحديد حتى يصير ساخنا.
مضت ستة أيام على اغتيال الكيان الصهيوني القائد فؤاد شكر بغارة جنوبي بيروت، والقائد إسماعيل هنية، بقصف مقر إقامته شمالي العاصمة الإيرانية طهران...
لكن الرد قادم لا محالة، بتأكيد قادة جبهات محور المقاومة.
ربما زادت احترازات الكيان الصهيوني وأميركا، جراء التريث في الرد. لكن متابعة وسائل إعلام الكيان، تؤكد أنه يزداد بمرور الوقت، ترقبا وقلقا وخوفا واستنفارا، وهذا يزيده وهنا واستنفادا لطاقته، ولا يزيده قوة واستعدادا لصد الرد.
صار المراقبون يسمون الرد المرتقب بـ»اليوم الموعود»، لأنه هذه المرة لن يكون من إيران وحدها كردها على قصف مقر قنصليتها بدمشق، بل سيكون كالشمعدان الذي يتخذه الكيان أحد رموزه؛ متعدد المشاعل ومتحد الاشتعال.
المعطيات المتاحة تشي بأن الرد سيتجاوز «رمزية» الهدف إلى هدف الإيلام، إحداث وجع لا يمكن إخفاؤه إعلاميا كما جرى مع رد «الوعد الصادق» في أبريل الفائت، والذي استغرق 14 يوما لتنفيذه، وصاحبته تحذيرات للملاحة الجوية.
يتجلى هذا من وصف مرشد إيران الرد بأنه سيكون «عقاباً شديداً»، والحرس الثوري الإيراني: «قاسيا وموجعا»، وقائد جبهة لبنان: «ردا حقيقيا لا شكليا»، وقائد جبهة اليمن، السيد عبدالملك الحوثي: «ردا كبيرا، يسوء العدو ويسوء المتشفين».
لا يُتوقع أن تطلق إيران تحذيرا قبل بدء الرد، أو أن يستطيع التحالف الدولي الإقليمي اعتراض الصواريخ والطائرات المُسيَّرة. لأن الرد يأتي بعد اختراق جبهات محور المقاومة «القبة الحديدية»، بدءا من عملية «يافا» المُسيَّرة في يافا المحتلة.
كذلك خطاب نتياهو، لمستوطنيه. باستثناء تهديدات «الرد على أي ضربة بضربتين»، وتطمينات «انتشار منظومات دفاعنا»، و»تقدير دعم حلفائنا أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها»؛ يبرز قوله: «استعدوا لأيام صعبة تنتظرنا»، أصدق ما قاله.
ولا غرابة أن يفصح الصحافي الصهيوني بن كاسبيت عن «انتهاء جهاز الشاباك من إعداد وتشغيل حفرة يوم القيامة، مخبأ وغرفة عمليات لنتنياهو وكبار القيادات تحت الأرض»، وتعمد إنشائها في القدس المحصنة بطبيعتها المقدسة.

أترك تعليقاً

التعليقات