أَنَّى يُؤْفَكُونَ؟!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يقولون: اصرفوا رواتب الموظفين من إيرادات جمارك وضرائب سفن المشتقات النفطية! ويتبجحون بزعم “تكرمهم” على عشرات الملايين بأنهم سمحوا بدخول السفن ميناء الحديدة! يتجاهلون أن هذه المشتقات حق معيشي لليمنيين وأنها تباع بنصف سعر بيعهم لها في مناطق سيطرتهم! ويتغافلون عن مليارات الدولارات من إيرادات النفط والغاز، يحرمون اليمنيين منها!
أي منطق هذا؟! إنه طرح مَن يصرفون عن الحق ولا يأبهون مطلقا لحياة وسلامة عشرات الملايين من المدنيين الذين يزعمون أنهم “حكام شرعيون” لهم! هذا نهج مأفونين يشاركون في خنق اليمنيين بحصار جوي وبحري وبري، وشن حرب عسكرية مدمرة واقتصادية ظالمة تعطل مرافق الخدمات والإنتاج، وتعدم فرص العمل، وتدمر العملة، وتعيث فسادا بثروات البلاد وعائداتها!..
كم هي عائدات ميناء واحد وشبه مغلق بحصار جائر؟ وكم ستبلغ الإيرادات الجمركية والضريبية لسفن معدودة تحمل مشتقات نفطية تُباع علنا بما يقارب سعر التكلفة؟! وماذا ستكون أمام عائدات عشرات الموانئ والمطارات والمنافذ بأيديهم، وأمام إيرادات الجمارك والضرائب الهائلة لمئات -وآلاف سنويا- السفن الواصلة إليها بلا قيد أو حد؟!
ثم ألا يسمعون أنفسهم وهم يتحدثون عن إيرادات جمركية وضريبية بعشرات مليارات الريالات لـ30 أو 40 سفينة مشتقات نفطية مستوردة ومشتراة من خارج البلاد، وعن مليارات الدولارات قيمة شحنات نفط خام وغاز من ثروات يمنية ملك جميع اليمنيين، تُباع من مناطق سلطتهم بطريقة عصابات المافيا، ومن دون حتى حسابات إيداع وصرف مالية رسمية؟!
ماذا ستغطي إيرادات جمركية وضريبية بعشرات مليارات الريالات من نفقات تشغيل مؤسسات عامة خدمية وطبية واحتياجات ما لا يقل عن 25 مليون يمني؟! ولماذا لم توفر الإيرادات المتحصلة منهم بمليارات الدولارات احتياجات 10 ملايين يمني من خدمات مؤسسات الدولة ورواتب الموظفين واستقرار سعر العملة الوطنية، بمناطق ومحافظات سيطرتهم؟!
لو كانوا “شرعيين ووطنيين” كما يزعمون لكان همهم الأول مصلحة الشعب، ولما بددوا أمنه وسلامته ولا استهانوا بدماء وأرواح عشرات الآلاف منهم وبحياة عشرات الملايين! لو كانوا حتى يقاتلون على السلطة بشرف ما كانوا قطعوا رواتب عائلي ملايين اليمنيين ولما اتخذوها سلاح حرب، في سابقة منافية لأعراف وقواعد الحرب وللأعراف والقيم الإنسانية!
ما من شريعة سماوية ولا تشريعات بشرية أو أعراف إنسانية تجيز بأي حال العقاب الجماعي أو استهداف مقومات حياة المدنيين وسوقهم مع سبق الإصرار والترصد نحو الفقر والجوع والموت. هذا إجرام لا سابق له، ولا مسوغ قد يجيز تجويع البشر لإخضاعهم وإجبارهم على الخنوع لسلطة أو مخططات وأجندة أطماع خارجية!
مثل هذا الاعتداء والظلم والجرم، باطل صريح ووقح يؤكد عدوانية تحالف الحرب وسادية أدواته المحلية. يثبت أن تحالفهم لم يكن “لأجل اليمن واليمنيين” ولا يقدم “دعما وإسنادا” بل يهدم اليمن ويجسد استبدادا وينشد استعبادا لليمنيين. تحالف شر وإجرام وعدوان. يدفع كل اليمنيين إلى الاستبسال في رفض محاولات إخضاعهم قسرا وقهرهم وكسر إرادتهم.
ماذا يتوقعون؟! لا يملك البشر حيال مثل هذا الشر السافر والإجرام الفاجر، إلا أن يصيروا وحوشا ضارية، تقاتل لتعيش بحرية وكرامة وعزة. قتالا لا يدخر وسيلة متاحة للردع. هذا الطبيعي، أن يرد اليمنيون على حرمانهم من ثرواتهم ونهب عائداتها واستمرار إفقارهم وتجويعهم ومحاولات إذلالهم وإخضاعهم لمهانة التبعية ومذلة الوصاية الخارجية.
ومع ذلك، لن نكون مثلهم ونوافق أو نؤيد بأي شكل من الأشكال قصف منشآت يمنية عامة أو خاصة، اقتصادية أو خدمية أو مدنية بزعم أنها تقع تحت سلطة س أو ص. لكننا قطعا لن نقبل باستمرار نهب ثروات يمنية عامة  واستئثار ثلة فاسدة بريعها ولا بحرمان اليمنيين من عائداتها. وسنؤيد ردع أي سفن أو شركات تشارك في نهبها.

أترك تعليقاً

التعليقات