محور المنابحة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يبرز اليوم، وكل يوم، بون شاسع بين المنافحة عن الحق، والمقاومة للباطل، وبين المنابحة من كلاب خائنة، أضحت بقطع لحم مسمومة وأطواق لجام لامعة، كلابا خاضعة، مطيعة تابعة، ووديعة خانعة!
المنابحة، صارت -مع الأسف- من طباع بعض البشر، اختاروا الانسلاخ من جلودهم البشرية، والانفساخ عن قيمهم الإنسانية. غدوا مسوخا متحولة، لها هيئات بشرية، وأفعال حيوانية، بهيمية مخزية!
ينتمي إلى هؤلاء المسوخ، اليوم، ويتصدر هؤلاء المتحولين، عن الفطرة السوية، المشنعون لمقاومة الباطل، المبشعون لرفض البغي والإجرام الماثل، المسوغون لحال الأمة المائل، والمبررون للعدوان!
تجد هؤلاء ينبحون بوجه كل إنسان سوي، حر أبي، يأبى الضيم والظلم، ويرفض الجرم وانتهاك الحُرم، وينكر الاستهانة بسفك الدم، أو الاستكانة للبغي والطغيان، وللجرم والعدوان في أي زمان ومكان.
هؤلاء المسوخ، يتصدرون اليوم النباح بوجه مقاومة الكيان الصهيوني. ظهروا بسفور وينشطون بفجور، مع كل هجوم ينفذه محور المقاومة على الكيان الصهيوني، وآخر ذلك حملتهم ضد الرد الإيراني.
جاء «الوعد الصادق» بنسخته الثانية، أكبر وأوسع وأعنف. جسد الرد الإيراني على اغتيال الكيان «الإسرائيلي» رئيس حركة «حماس» إسماعيل هنية، وأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، ورفاقهما، تصاعدا للردع، بالتزامن مع تصاعد الردع اليمني، كما ونوعا وكيفا وأثرا.
لم يعجب تصاعد ردع محور المقاومة الكيان «الإسرائيلي»؛ قطاع المطبعين والمتصهينين. انبروا للتقليل من أهميته وإنكار أي أثر له. كانت حجتهم الأبرز في هذا أن ردع المقاومة «صفري المحصلة»، من ناحية عدد القتلى والجرحى. متناسين أن القتل لمجرد القتل ليس هدفا.
يتعامى الانهزاميون والمرجفون عن حقيقة أن قتل المدنيين العزل فعل الجبان، وأن استهداف برج سكني بصاروخ يمكنه أن يوقع مئات القتلى والجرحى من المستوطنين في الكيان «الإسرائيلي». ويتجاهلون أن مثل هذه المجازر ليست هدفا لمحور المقاومة، لأنه ليس مجرما.
الدفاع عن الكيان «الإسرائيلي» وتهويل قوته وتجميد منظوماته الدفاعية والتسبيح بحمده، لا يتوقف عند هذا الحد. قطيع المطبعين والمتصهينين ذهبوا إلى أبعد من هذا، وروجوا لما سموه «صواريخ منزوعة الرؤوس المتفجرة»، متعامين عن مقاطع فيديو اشتعال الكيان بالانفجارات!
فعليا، محور المقاومة يسجل إنجازات تراكمية، عسكريا وسياسيا، وماديا ومعنويا، بينما محور المنابحة، يخسر كل يوم، قيميا وأخلاقيا، إنسانيا ودينيا، ورصيد إنجازاته صفر. فالوعي الشعبي يتنامى، والإيمان بالحق يتقوى، أمام طغيان الباطل وإجرام عدوانه البين إلا للأعمى.

أترك تعليقاً

التعليقات