إعصار الغضب
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
ثمن النصر باهظ، لكننا لن نكل ولن نمل من تحدي عدو لا أحد يجهل أو يقلل من وحشيته وشراسته وعنفه وهمجيته وقسوة إرهابه بأشكاله المختلفة والمتعددة، عدو قادم من جهات العالم الأربع، وتحالف كوني وتواطؤ أممي. لن نكل ولن نمل من أن يكون لنا إسهام في تشكيل الوعي وتوضيح حقائق العدوان وأهدافه ومخططاته الاستعمارية وبرامجه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومشروعه الكبير لاحتلال المنطقة واستغلال ثرواتها ومواقعها الاستراتيجية...
عدو يهددنا كل يوم بمستجد سياسي وعسكري، يهدد ثورة فتحت الأبواب لتاريخ جديد لنضالنا الوطني والقومي، ثورة تستحق الحماية، فنحن أمام أرقى ظاهرة للقرار السيادي والحرية، ثورة تتدفق في مجرى التأثير والتغيير، وترسم لنفسها دوائر شعبية مستقلة دون أن تقطع صلتها بالأحزاب والمنظمات المدنية تحت شعار «السلم والشركة»، ثورة جعلتنا نرفض أن تكون دماؤنا مطراً يروي الأراضي القاحلة، تروي مخططات تحالف العدوان الكوني.
سبع سنوات من النزيف المتواصل من قصف وتدمير للبنية التحتية، وقتل المدنيين والمحاولات المستمرة والمتكررة لاختراق صميم مكونات الوطن ونسيجه الاجتماعي، حيث حملوا إلى مساحاته الطائفية والتفرقة وأفكاراً مثقلة بغرائز منحطة ودنيئة وتحالفات كونية، وجوع يضغط، وحصار لم تنفع معه بقايا النفايات، واقتصاد ينوء بضربات العدوان وتجار السوق وقوى متنفذة وانعدام القيم، وحقد وتوحش وطغيان وعماله وانحراف وخيانة...
سبع سنوات قاسية ومريرة ومؤلمة تحمل معاني الانحطاط، ونزيفاً دموياً لم يتوقف لحظة واحدة، وهروب الخونة والمرتزقة والعملاء لم يتوقف أيضاً شطر القارات النائية والبعيدة حاملين معهم أوزارهم ولعنة الديماغوجية، ينظرون فلسفياً إلى ما يرتكبون من جرائم والتضحية بالآخرين، ويدفعون للموت آلاف الضحايا.
حملوا تطلعات مثقلة بأمراض طائفية ومذهبية وانفصالية وفلسفات موبوءة متخلفة تحتضر، وتركوا الوطن الجريح يُبتر، يُقصف، يُدمر، يئن، يتوجع من واقع العدوان والتجزئة، عدوان مازالت شهيته مفتوحة للابتلاع والنهب والوصاية، بالرغم من الهزائم والانتكاسات، والإعصار الأول والثاني والثالث، والبقية لا محالة سوف تأتي قريباً، ومشروعهم الذي يواجه لأول مرة في تاريخه خطر الانهيار، ومع ذلك لا يزالون يكابرون ويعملون على خلق الفتن والصراعات المناطقية. مصالح العدوان واستقراره يحتاج دائماً إلى المزيد من الفوضى والفتن والتجزئة والحروب الأهلية وغياهب السياسة الدولية وأمواجها المتواطئة والهائجة ضد أي مقاومة في العالم.
قتلة وأدوات لتحالفات خارجية مهما سحبوا إلى تحالفاتهم مصطلحات شرائع الكون وزيفوا قوانينه واتهموا أصحاب الحق والأرض والقضية العادلة والدفاع عن الكرامة والمواطنة بالإرهاب والمليشيات والقوى الظلامية.
قتلة مهما كانت ذرائعهم السياسية والدينية والاجتماعية، لا يعرفون الضمير، ويتجاهلون مصالح شعبهم وكرامته، طموحاتهم زائفة وخالية من أي مشروع وطني، تحركهم نزعات السلطة والتسلط والمغامرة والتسلع السياسي، دفعوا الكثير من كرامتهم ووجودهم الإنساني، يدعون الديمقراطية وهم أكثر شراسة وطغياناً من أي ديكتاتور في العالم.
أحلامهم وطموحاتهم سوف تطير شظايا في مهب الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة والأعاصير المدمرة لكل زيف، لكل تحالف ظالم، لكل باغٍ معتدٍ، لكل حاكم، وإرادات أبوابها مفتوحة للتطبيع والخيانة، مدوا الجسور إلى «تل أبيب»، وعبدوا الطرقات للهدف ذاته إلى واشنطن ولندن وروما والفاتيكان ليرسموا مخططات أضعف من نسج العنكبوت.

أترك تعليقاً

التعليقات