الجبهة الداخلية مستهدفة
 

طاهر علوان

الجبهة الداخلية من ضمن الأهداف الأساسية للعدوان الأمريكي- السعودي- الإماراتي، وهي أيضاً الهدف الأساسي لكل حملات إعلام العدو في الداخل والخارج، والحرب النفسية التي تشن علينا من كل الجبهات المعادية. 
السذج هم الذين ينخدعون، لأن أبواق الإعلام الداخلية المأجورة تصور لهم قوة وإمكانيات كيانات هشة ومصطنعة كالسعودية والإمارات، وتضخم حجمهما السياسي والاقتصادي والعسكري، ودورهما الفاعل والمؤثر في المنطقة والعالم العربي والإسلامي، ولا نملك أمام تلك القوة الجبارة إلا أن نستسلم ونسلم كل ما نملك من سلاح ومدن وموانئ والعاصمة أيضاً. 
المعاقون فكرياً كثيرون، ويتحركون في الداخل بالرغبة السعودية والإماراتية، وبما يتفق مع مضامين تلك الحملات الشرسة والمدعومة، والتي لا تحاك من الخارج فقط، وإنما تحاك من الداخل أيضاً. هناك قوى داخلية متلهفة ومصرة على الارتماء بين أحضان العدو ومبادراته الرخيصة والمفخخة من أجل أن يكون لها دور ووظيفة ومكانة مستقبلاً لدى العدو. التهويل من قوة العدو وقدرته العسكرية والاقتصادية برفع شعار (كفانا حروباً ودماراً)، ولن نستطيع الصمود أكثر أمام تلك القوة الجبارة، و(الرطن) كثيراً عن التطور التكنولوجي والأسلحة الحديثة، وتصغير وتحجيم قوة الذات، نفس منطق العدو وسياسته في تمزيق الجبهة الداخلية، ونفس الرهان على عوامل اليأس، وعنصر الوقت وضعف العزيمة، والإمكانيات المحدودة، الشعار جذاب ومستحب من حيث المبدأ، ومرتبط برغبتنا الماسة والصادقة للسلام، ولكن يخفي في حقيقته أهدافاً استسلامية مرتبطة بمصالح ومكاسب رخيصة، واستخفاف بدماء الشهداء والتضحيات الجسام طوال فترة العدوان، ولا يعبر عن الروح الوطنية ورغبات ومطالب الشعب اليمني، كما أنه يخدم العدو بدرجة أساسية. 
نحن لم نعلن (الحرب)، ولم نعتدِ، نحن ضحايا عدوان همجي، من اعتدى على شعبنا ومدننا ومكاسبنا عليه دفع فاتورة الاعتداءات وإيقاف الاعتداء. 
الجبهة الداخلية ستظل صامدة بوجود أو عدم وجود كل من يحاول (مغازلة) العدو، ويضخم من حجمه، ويبالغ في قوة تأثيره، ويوهمون العدو بأنهم قادرون على فرض وتحديد مسار وتوجه الجبهة الداخلية، وهو أمر غاية في الخطورة، ويؤدي إلى الشكوك، وترتفع خلاله الاتهامات وتتفاقم فيه العداوات. 
وحدتنا الداخلية هي الغاية والوسيلة وحجر الزاوية والسلاح الفعال في كل معاركنا المصيرية عبر التاريخ في الماضي والحاضر والمستقبل أيضاً، درس تاريخي ينبغي أن يعيه كل وطني شريف، ولا أظن أن هناك قوى وطنية شريفة تريد لنا التمزق والشتات، وأن نلقى عدونا بدون سلاح ونستسلم، ليس لأي إنسان مهما كان مركزه وصفته أن يدير ظهره ويرفع راية الاستسلام ويساوم على حساب الكرامة الوطنية، ودماء الشهداء، ويتجرد من كل القيم الوطنية بتحقيق رغبات العدو الذي يزداد ضراوة وعناداً كلما اقتربت نهايته المؤكدة والقريبة بإذن الله، بفعل صمودنا، وقوتنا، لا باستسلامنا، وسيظل من الواجب والمسؤولية الوطنية الحوار بلا كلل مع كافة القوى الوطنية الشريفة، دون مراوغة أو كسب مواقف رخيصة مبتذلة، وتحمل المسؤولية بصدق وأمانة. 
 الحوار هو الطريق الذي لا طريق غيره، ولا يمكن لأي شخص لمجرد أنه يحتل موقعاً هنا أو هناك أن يخلخل توازنات الجبهة الداخلية، ويحقق وجوداً اجتماعياً أوسع من نطاق ضياعه الفردي وغدره الاجتماعي.    

أترك تعليقاً

التعليقات