الحق أقول لكم (1)
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي

يأتي العدوان على اليمن ضمن تحريك المطامع الاستعمارية القديمة، وإعادة تحقيق أحلام القراصنة، وغزوات المغول والتتار، وحملات نابليون، والحرب الصليبية، وجميع المخططات الاستعمارية، بما فيها الحركة الصهيونية.
العدوان على اليمن هو عدوان أمريكي امبريالي بواسطة أدواته (السعودية، الإمارات)، تحالف الشر والظلم والعدوان لتفتيت المنطقة جغرافياً، وتدمير روحها الحضارية والثقافية باستخدام أساليب شيطانية وقوالب جديدة في صياغة مشاريعهم ورهاناتهم، وبما يتفق مع المستجدات التاريخية والوقائع الدولية. 
العدوان على اليمن هو جزء من ذلك المخطط ومشاريع التسويات المشبوهة، ولن تجدي كل المحاولات المستمرة لإيهامنا بأن الصراع الدائر هو صراع محلي داخلي بين قوى تتصارع في ما بينها من أجل الاستحواذ على السلطة والمقاعد الوزارية وبعض الوظائف الإدارية. 
العدوان على اليمن اعتداء خارجي استعماري للإطاحة بثورة أيلول وإنجازاتها التحررية، والتي تمد بنقائها كل الوطن العربي بمؤيدات الوحدة الوطنية والقومية ووحدة الارتباط العضوي مع كل القوى الشريفة ومحاور المقاومة.
العدوان على اليمن مسنود ومدعوم من بعض الأنظمة العربية المتواطئة مع الاستعمار، وهي في حدها الأدنى غير وطنية، وحسماً لأي التباس فإن كل مشارك في تحالف الشر والعدوان يعتبر شريكاً مع حالة اللاوطنية، أنظمة تهتز وتتجاوب مع كل (العواصف) وحركة الرياح الموسمية الآتية من وراء البحار لقتل ملايين الأبرياء، وتدمير البنية التحتية، وقصف ممتلكات المواطنين العزل، تلك الخسائر والكوارث التي تحملها الشعب اليمني الصامد خلال سنوات العدوان العجاف والحرب اللئيمة الظالمة.
لن يتردد صاحب رأي أو نظرية سياسية أو حزب وطني إنساني أو منظمة دولية محايدة باتهام التحالف بقيادة النظام السعودي بأنه دموي فاشي فاقد الضمير والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية بتنفيذه المخططات الأمريكية الصهيونية، وأيضاً الذين ينتمون إلى شتى الآراء الذرائعية، وينساقون بوعي أو بلا وعي في المنظومة الكوكبية، تائهين بين الجذب والنبذ، ويضيفون إلى المذابح والمجازر وقتل الأبرياء مذابح أخرى. أكثرية متواطئة وليست أكثرية صامتة يعشقون رؤية الذبيحة معلقة في مواسم الأعياد. لا بد من القطيعة مع العتمة القاتمة واللون الرمادي، والفصل بين الظالم والمظلوم، بين القاتل والضحية، بين الحياة والموت، بين الانبعاث والانكفاء.
من حقنا إذن، ونحن لم نقتل أحداً، ولم نخطف أحداً، ولم نذبح أحداً، ولم نشارك بالقصف والتدمير العشوائي وغير العشوائي، مادمنا لا نريد ولا نطمح إلى احتلال واغتصاب أو الاعتداء على أحد، وتحملنا الكثير من المآسي والنكبات والفصول الدرامية القاسية من ألفها إلى يائها، فضلاً عن أسرار كل الذين تاجروا بالأرض والإنسان، وبلقمة عيش الفقراء، وبدموع الثكالى والأرامل والأيتام، من حقنا أن نكشف كل الوقائع بصدق وأمانة، وألا نكون كإعلام العدوان نزيف الوقائع والحقائق والأحداث إزاء ما يمكن اعتباره المنعطف التاريخي لثورة أيلول واستقلالية اليمن من الوصاية والمخطط الأمريكي الامبريالي، وتحديد عناصر المؤامرات الدموية من مليشيات في المناطق (المحررة)، وخطف وقتل بالجملة، ونهب وسحل على الهوية، وعن الدمار الكبير الذي أصاب المدن وجميع المحافظات، عن التقسيم وبتر الأطراف، وعن حلمهم الذي خلق مشوهاً بأن يجعلوا من هذا الوطن ذبيحاً لن يجد من يبكي عليه، أو أن يحظى بمرثية تؤبنه وتصف أمجاده. تلك العصابات والمليشيات كرست أخطر الاحتلالات وأشدها فتكاً، وهل يوجد ما هو أخطر من اللاعبين بمصائر الشعوب وأرواحهم؟!

أترك تعليقاً

التعليقات