تحالف الحرب والأبواب الموصدة
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي  / لا ميديا -

في خضم الاستعدادات التي تتخذها إدارة ترامب الفاشية لحرب إقليمية لا تبقي ولا تذر، لتعديل الخلل في ميزان القوى الذي بات مختلاً بشكل كاسح لمصلحة محور المقاومة العربية والإسلامية، تأتي الهجمات المتتابعة على منشآت النفط السعودية العملاقة (أرمكو) وتدمير منشآت اقتصادية وعسكرية أخرى في عمق أراضي العدو، كمؤشرات قوة محور المقاومة، حيث تصل صواريخ رجال الرجال العابرة للقارات والمجنحة إلى قلب العدو، وإلى جدة وإيلات، وإلى عمق كل الكيانات المطبعة مع العدو، صواريخ ستغير كل المعادلات القائمة وسياسة تحالف الحرب والشر المطلق (أمريكا و"إسرائيل" والسعودية) ومخططات ترامب لفرض استراتيجية الأرض المحروقة وإدارة الحرب وعدم التراجع عن خيار القوة لبسط النفوذ الكامل على المنطقة بمخططات التطبيع و"صفقة القرن" وإنجاز مهمة التحكم بمصادر الطاقة والمواقع الاستراتيجية والأسواق العالمية، ومصادرة حرية الشعوب، وجمع الأنظمة العربية الرسمية في سلة واحدة لتحملها يد واحدة (أمريكية "إسرائيلية").
 ترامب بعد سقوطه في الانتخابات ومع كل إشاراته وتصريحاته اليائسة تتكشف رغباته العارمة الجنونية والحيوانية بوضع المنطقة والعالم على قرني ثور هائج. وفي هذا الإطار الكئيب والخبيث والمشوه لا تملك المقاومة العربية والإسلامية إلا أن تضع موقفها على النقيض من كل ذلك، ولا يمكن أن تكون مع وثنية لا تعرف العبادة إلا مع الأصنام أو مع سياسة عوراء لا ترى إلا بعين واحدة، وضد عشاق الظلام والصقور الجارحة وتحالف الحرب الإقليمية وأساطيل الاستعمار القديم والحديث وجميع أدواته في المنطقة من أجل إعادة ترتيب أوضاع المنطقة قبل مغادرة ترامب البيت الأبيض، ترتيب أوضاع منطقة شغلت أحلام قراصنة الاستعمار القديم والحديث، فراحت تعمل وتخطط من أجل تفتيت المنطقة جغرافياً وتدمير وسحق المقاومة وثقافتها وإزالتها من الوجود، معيدة في كل مرة صياغة رهاناتها بما يتفق مع مستجدات الأحداث والتاريخ. ما يحدث الآن من تحالفات عدوانية هو أخطر التحالفات وأشدها فتكاً، وهل يوجد ما هو أخطر من المتلاعبين بمصائر الشعوب وأرواحهم؟! وأصبحت اللعبة والمؤامرة أكبر، ولم يعد الاستعمال الحديث والخبيث يعتمد على السفن السندبادية، ولم يعد يغريه الحرير والبخور، وإنما يريد امتلاك الأشياء كلها، وخصوصاً الأشياء الثمينة (الأرض والإنسان) وبالتحالف مع أبناء جلدتنا لعنات الأقدار والتاريخ السعودية ومشيخات الخليج بممارساتهم العدوانية وبتعدد فصول وملاحم الموت اليومية ضد أمتهم، وكثيراً ما عرضوا أرواحنا ودماءنا وكرامتنا للبيع بالمزاد العلني في أسواق النخاسة، وفي مناسبات كثيرة وفي مشاهد مخجلة وفي تحالفات عدوانية كونية، كوابيسهم تلاحقنا وتطاردنا ليلا نهاراً بمزابلهم التي راكموها عبر السنين، قتلة لم ينتجوا سوى النفايات السامة والدمار والأرواح المهدورة والدماء المسفوكة والحروب الأهلية داخل كل ساحة من ساحات الوطن العربي. إنهم أعداؤنا حتى ولو ادعوا الإسلام، شياطين الضلالة، استأجروا أزمنتنا وسكنوا حضارتنا وعروبتنا، أكلوا ماضينا ولا يزالون يأكلون حاضرنا كل ساعة وكل دقيقة وفي كل خطوة... زرعوا في أرواحنا الوهن والضعف والذل ولعنة الوهم. لكننا لن ندع أحداً بعد اليوم يخدعنا بالطمأنينة الكاذبة والمغشوشة. إننا في عمق المأساة وأسباب الموت والفناء بوجود تلك المزابل ولعنات الأقدار والتاريخ.
 السعودية رأس حربة العدوان وتحالفاته الكونية، ولم تكن صادقة في سياستها وعلاقتها بالقضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية في يوم من الأيام، وحققت منذ وصول سلمان وابنه المعتوه إلى سدة الحكم رقماً قياسياً في الخداع والتآمر والتحالفات الشريرة مع العدو بهدف تمرير المخططات الأمريكية الصهيونية، وليس لديها المشروع المنفرد على قياسها ومصالحها الاستراتيجية، وإنما هي تابعة للمشروع الأمريكي. ومقاومتنا ونضالنا لن يكون فقط باقتلاع الأدوات والنباتات السامة، وإنما باستئصال المشروع من جذوره.

أترك تعليقاً

التعليقات