قانون (جاستا) مقاضاة مملكة الشر
 

طاهر علوان

ضاقت الخيارات أمام مملكة الشر، وتنكر لها السند والمرجع والمدافع، وتاريخ طويل من التبعية المطلقة 72 عاماً، ليس لدى السعودية الكثير من الخيارات، ولا يوجد بديل استراتيجي مع دول أخرى كروسيا أو الصين، التبعية لأمريكا حتمية منذ التقى الملك عبد العزيز بن سعود مع الرئيس فرانكلين روزفلت في (عام الحب)، واحتضان أمريكا لنفط السعودية عام 1945، حيث وقعا اتفاقية تتعهد فيها أمريكا بحماية المملكة مقابل نفطها، وبعد 72 عاماً من المعاهدة تتعرض تلك التبعية لامتحان صعب بإعلان قانون (جاستا) الذي بموجبه ستقاضي أمريكا السعودية على خلفية هجمات 11 سبتمبر. 
قانون (جاستا) اختصار لعبارة (العدالة في مواجهة رعاة النشاط الإرهابي) أصدره الكونغرس كخطوة لتوجيه الاتهام لمملكة الشر السعودية، وضلوعها المباشر في اعتداءات 11 سبتمبر 2001م. قانون (جاستا) يمنح المواطن الأمريكي حق تقديم دعوى ضد أية دولة أجنبية، بموجبه أيضاً يسمح للأمريكي من أصول فلسطينية مقاضاة إسرائيل. بقانون (جاستا) باعت أمريكا كل الإرث التاريخي، أمريكا لا يهمها تاريخ ولا جغرافيا، مصالحها دائماً في المقدمة، والجيش وكل المؤسسات العسكرية في خدمة الشركات الاحتكارية، والتجارة والاقتصاد قبل السياسة. 
قانون (جاستا) كان مفاجئاً، وشكل صدمة قوية داخل الأسرة المالكة والوسط الاجتماعي والسياسي والدبلوماسي، السعودية تعتمد بشكل مطلق على أمريكا في جميع مناحي الحياة السياسية والعسكرية، سنوات طويلة من التبادل النفطي مقابل مليارات من الدولارات وصفقات من الأسلحة الأمريكية، لا يمكن استخدامها بدون خبراء أمريكيين في جميع القطاعات الجوية والبحرية والبرية. أمريكا تبتز السعودية، ومع ذلك تفضل السعودية أن تبقى أمريكا حاميها وراعيها، مرغمة ليس لديها خيارات أخرى، كل الخيوط بيد أمريكا تحركها متى تشاء وكيفما تشاء. أمريكا لم تعد بحاجة إلى النفط السعودي بعد اكتشاف النفط الصخري، وزيادة معدلات إنتاج النفط جعلت أمريكا مكتفية ذاتياً بعد اعتمادها على الرياض لسنوات طويلة، ولا تريد أن تنغمس كثيراً بالقضايا السياسية الأخرى التي تقلق مملكة الشر، أصبحت السعودية ورقة محروقة ولا تخدم مصالح أمريكا، بل تشكل عبئاً عليها، أمريكا لا يعنيها إطلاقاً مصالح الأسرة السعودية الحاكمة، ما يهمها أولاً وأخيراً مصالحها فقط. 
في 2002 تم تقديم تقرير شامل للكونغرس الأمريكي عن أحداث 11 سبتمبر، نفذ الهجوم 19 شخصاً، منهم 15 سعودياً، إدارة بوش قامت بحجب لجزء من التقرير، والذي يتعلق بالسعودية، مكون من 28 صفحة، تشير إلى تورط شخصيات مهمة في الأسرة الحاكمة، ومنذ ذلك الحين أثير الجدل عن ذلك الجزء من التقرير قبل أن يعود بقوة مؤخراً. 
ففي الوقت الذي طالبت بعض أسر الضحايا بمنحها الحق في مقاضاة السعودية، كانت مثل هذه الإجراءات مخالفة للقانون الأمريكي، إلا أن الكونغرس استحدث قانون (جاستا)، وأصبح بموجبه يحق لأسر الضحايا مقاضاة السعودية. أصابع الاتهام تشير إلى تورط العائلة الحاكمة في التخطيط والتمويل، سجل الأسرة الحاكمة وتاريخها الطويل والمظلم في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية والحركات (الجهادية) كما حدث في الثمانينيات في أفغانستان أثناء الحرب على السوفييت، دعمت السعودية المخطط الأمريكي، وأرسلت مجموعات إرهابية (جهادية) من مختلف الجنسيات العربية للقتال في أفغانستان، وكان أبرز قادتها أسامة بن لادن، وفي الوقت الذي عارضت السعودية بن لادن في التسعينيات، وجرد من جنسيتها، كانت السعودية واحدة من 3 دول اعترفت بحركة طالبان، وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن السعودية مصدر رئيسي وممول أساسي للإرهاب، وأن 12 ألف إرهابي سعودي الجنسية يقاتلون في اليمن وسوريا والعراق، قتل منهم 4500 حسب اعترافات السعودية.. طبعاً، العدد أكثر من ذلك بكثير.

أترك تعليقاً

التعليقات