مهانة الأعراب وأزلامهم
 

طاهر علوان

طاهر الزريقي / لا ميديا -

للشعب اليمني خصوصياته حتى في صموده ونضاله الدؤوب، من أجل حريته وسيادته وكرامته، والتخلص من السيطرة الأجنبية والاضطهاد والاستغلال، حيث تهاوت تحت ضربات أكفه قلاع الطغيان، والفردية، والوصاية، وتقزمت دونه حقب القهر والتمزق والعذابات، وتكسرت هشة كل محاولات تحالف العدوان الكوني للتصدي لإرادته وحقه في صياغة مستقبله وفق ما يحقق أحلامه وآماله في التوحد وامتلاك قراره السيادي، بصموده الأسطوري وانتصاراته خلال السنوات الأربع الماضية، وملاحم بطولات رجال الرجال التي تتضاءل دونها المعجزات، وتنكمش منحسرة خرافات المستحيل، استطاع فرض خياراته وتحالفاته السياسية من موقع المنتصر عسكرياً على تحالف كوني عدواني يريد أن يثأر من صمودنا وإرادتنا، وتفتيت صخرة عزيمتنا وتحدينا وإصرارنا على تجاوز كل الدمار الهائل لتحالف ظالم استخدم أحدث وسائل التدمير من طائرات وصواريخ وذخائر وقصف جوي، وبحري، وأرضي، والحصار الاقتصادي الخانق، ومنع الحد الأدنى من الإمدادات الإنسانية وتجنيد كافة الطاقات والموارد المادية وضخها لتحقيق أقصى درجات الدمار المادي، وأقسى الآلام والنكبات والمجازر الجماعية والمآسي. 
لم تتعرض ثورة، ولا شعب لما تعرضت له ثورة أيلول والشعب اليمني من اعتداءات وحشية خارجية وداخلية، من قتل ودمار، من حقد وضغينة من النظام السعودي الذي يقدم بدم بارد عشرات الآلاف من أبنائه وأبناء الشعب اليمني إلى الموت، ويعرض ممتلكات شعبه للدمار الشامل فقط، من أجل إسقاط نظام ثوري لا يروق له، وفي بلد آخر خارج حدوده، وبإصرار لأربع سنوات يحلم ويتوهم بإقامة نظام حكم بديل ذي بنية رجعية متعصبة، نظام عميل تابع لحكمه ووصايته، يفرضه على الشعب اليمني إرغاماً بقوة السلاح والمال. 
لم يكتفِ تحالف العدوان بتدمير اليمن، ومؤسساته، واقتصاده، وآثاره، وانما سعى جاهداً منذ اليوم الأول للعدوان إلى تخريب نفوس بعض أبناء اليمن، وتأجيج الغرائز الحيوانية لدى أولئك الغوغاء والرعاع الذين ارتدوا عباءات الدين، وقبعات السياسة الحزبية المثقوبة، ووكلاء جمعيات حقوق الإنسان، والجماعات المشبوهة التي تريد أن تصل إلى السلطة بدعم أمريكي يمر من ثقب الصهيونية، تلك الفئات الضالة مارست كل أنواع العبث والفساد والارتزاق والمتاجرة بدماء أبناء جلدتهم بخلق الصراعات المناطقية، والمذهبية، والطائفية، والعنف الوحشي المعتمد على الهوية ووفق أهداف مخطط لها لإشعال مزيد من حرائق الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
بينما ثورة أيلول ومنذ اللحظات الأولى رفعت شعار السلم والشراكة، المحبة والتآلف بين جميع الفئات والطوائف، والمكونات الاجتماعية والسياسية، بمرونة كافية، وبما يضمن تحقيق أعلى قدر ممكن من التوافق الوطني، واتخذت بشجاعة وبعد نظر، وكبادرة حسن نية، إصدار عفو عام شامل، وفتح صفحة جديدة من العلاقات المتوازنة مع كل أطياف المجتمع اليمني. 
أية عظمة، وأية روح إنسانية ونبل أخلاقي يتمتع به المستضعفون في الأرض، وأية مهانة، ومذلة، ونذالة يعبر عنها المتجبرون، والمستكبرون، والطغاة، والمرتزقة وقد جرفوا في الإنسانية، وحقروا الديمقراطية، وابتذلوا الحرية، وجعلوا من الآخر (جحيماً) للاختلاف لا طرفاً للائتلاف أو التحاور، أو التعاهد، مما يؤكد انتهاجهم ثقافة الموت.  

أترك تعليقاً

التعليقات