انتصار القضية والإنسان
 

طاهر علوان

فجر العدوان الظالم طاقات وإمكانيات، وقوة إرادة الشعب اليمني، وصموده، وقدرته على تخطي وتجاوز كل العقبات، برغم تكاتف عدة عوامل في فترة العدوان، أدت إلى إضعاف ثقة الكثيرين بقدرة مقاومة الشعب اليمني والتصدي للعدوان بإمكانياته المهولة وتقنياته المتطورة، والحقيقة البارزة والتي لا تحتمل النقاش والتحليلات، هي دور غالبية الشعب اليمني الذي أثبت فاعليته ومشاركته الإيجابية وإحساسه بالعزة والكرامة والأمل المفتوح بالنصر والحياة الكريمة وبالأهداف والقيم النبيلة.
تلك المفردات كانت عناصر أساسية في تحرك الشعب الصابر، ومقاومته الصامدة والموحدة، الصخرة التي تحطمت عليها كل المؤامرات وتحالفات أغلب دول العالم العربي والغربي، وفي المقدمة أمريكا وإسرائيل، لمحاربة دولة فقيرة الإمكانيات وتعاني حصاراً جائراً من كل الاتجاهات الأصلية والفرعية، الحصار الذي لم يستطع أن يفرض علينا العزلة والموت، فنحن من حاصر وقهر الحصار، وفرض قانون الحياة، والحرية، والكرامة، والسيادة، وقوة الإرادة والدفاع عن يمن الشموخ والعزة والأصالة، وأفشلنا آمال تحالف العدوان في تحقيق أي إنجاز عن طريق الحرب التوسعية والسيطرة.
لا توجد أمة من الأمم لم تتعرض للعدوان والحروب والأزمات والانتكاسات الاقتصادية وقساوة الحياة، ومن خلال تلك المصاعب والنكبات تبرز معادن الشعوب وأصالتها، ويكون الحكم على أمة ما قياساً بمدى صمودها وقوة إرادتها وإصرارها على تجاوز تلك المحن والعقبات نحو تحقيق أهدافها باتجاه مشروع أكبر وأكثر طموحاً يرسخ واقعاً جديداً أهدافه البعيدة تتمثل بالسيادة والكرامة والنهوض.
سمة التاريخ التطور والارتقاء، وبمحطاته تحدد حقب تاريخ الشعوب والأمم، ونحن نقاتل للخروج من عصور الظلم والظلام والانحطاط والتراجع والاندثار والاضمحلال، خياراتنا التطور والإشعاع النهضوي النابع من قيمنا ورصيدنا الحضاري، وإرادتنا القوية والصلبة على مر العصور، وإيماننا الراسخ بمقاومة الغزاة والتصدي لقوى العدوان والاستعباد والاستعمار التي تمتلك كل وسائل التقنية والتكنولوجيا وأحدث الأسلحة الإلكترونية والوسائل العلمية، ومع ذلك سيبقى عنصر الحسم الذي نملكه ليس في تلك الوسائل والأسلحة رغم ضرورتها، وليس أيضاً في عنصر التفوق المادي والعسكري في ذاته بالرغم من ضرورة السعي لتحقيقه، إن عنصر التفوق والحسم بأيدينا وبقوة إرادتنا وصمودنا، وفي طبيعة الحرب التي نخوضها، الحرب العادلة والقضية المشروعة. الشعوب المؤمنة بعدالة قضيتها وحدها القادرة على قلب الموازين، وقد أثبتنا ذلك في كل الجبهات والمحاور، وعلى امتداد الحدود السعودية، لانتزاع المبادرة والنصر، واستخدام أكثر وسائل الحرب تقانة وتطوراً.
إرادة الصمود التي لا تقهر، وعدالة القضية هو السلاح الأول والأخير في معركتنا حتى النصر. ما من شعب من شعوب الأرض إلا ويريد أن يعيش حراً كريماً وسيداً على أرضه، ونحن شعب العزة والكرامة، شعب معجون بالشدائد والمصاعب، نحن طلاب حق وحرية وعدالة، نحب الحياة ونعشق الحرية والشهادة أيضاً، لن نهزم ولن ننكسر، والنصر بإذن الله حليفنا، وبقوة إيماننا، وبعدالة قضيتنا.

أترك تعليقاً

التعليقات