سقوط مملكة الشر
 

طاهر علوان

كل الدلائل السياسية، والمؤشرات الاقتصادية، والمعطيات الاجتماعية، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، سقوط نظام مملكة الشر: السعودية، وفي أقرب وقت. ليس هذا من باب التنبؤات والتخمينات والتنجيمات، أو الحقد الكامن في أعماقنا، وقلوبنا، وعقولنا، وأقدامنا، وكل خلجات أرواحنا، وإنما حقائق علمية، ومؤشرات اقتصادية، وحتمية تاريخية. هناك ثوابت اقتصادية تؤكد انهيار واقتراب سقوط مملكة الشر فجأة، كما حدث مع شاه إيران، مع الفارق الكبير في جميع مناحي الحياة، نظام الشاه كان نظام مؤسسات، ويعتمد على مشاريع إنتاجية اقتصادية ضخمة، إضافة إلى الرعاية والإشراف والاهتمام المباشر للإدارة الأمريكية، باعتبار إيران مركز ثقل سياسي واقتصادي في المنطقة، ومع ذلك سقطت دولة الشاه العظمى بشرائط تحريضية، ومظاهرات سلمية، وعصيان مدني.
سقوط مملكة الشر السعودية سوف يحدث قريباً جداً لأسباب اقتصادية محضة، كل المؤشرات تتجه نحو إفلاس مملكة الشر واستنزاف ونفاد المال النفطي، برغم الجهود المبذولة لمنع ذلك، لأن الخلل أكبر، ولا يمكن إيقافه لأسباب تتعلق بالتدفقات النقدية وانخفاض أسعار النفط، مع انخفاض مضطرد في الطلب النفطي، وهو المورد الوحيد والأساسي في الدخل القومي للبلد، ولعدم وجود أي مشاريع تنموية إنتاجية، مشروع النظام السعودي القتل والتدمير ونشر الفكر الوهابي الإرهابي، وعندما تصل الأزمات نقطة الانفجار تحاول مملكة الشر تصديرها إلى الخارج تحت مسمى (الجهاد) وإرسال الشباب إلى طاحونة الموت والقتل والفناء.
لأول مرة في تاريخ النظام السعودي يتم تخفيض الرواتب وإعلان التقشف وتقليص المزايا المالية لموظفي القطاع العام، والسحب من احتياطاتها وأصولها النقدية لتغطية العجز في الموازنة، والسحب من البنوك الأمريكية لا يتم إلا بموافقة الرئيس الأمريكي، ويحق له استخدام سلطة الطوارئ، ووقف أي تحويل أو سحب مبالغ كبيرة يهدد اقتصاد أمريكا، وتؤكد الدراسات والمؤشرات تأثر الاقتصاد السعودي جراء العدوان الوحشي والغاشم على اليمن، وأيضاً مشاركة السعودية في تدمير العراق وسوريا وليبيا بأموال النفط، وهو المصدر الوحيد لقوة وبقاء مملكة الشر، والنفط مادة استنزافية هالكة، بمعنى أن برميل النفط الذي يتكون عبر ملايين السنين، بعد استخراجه وحرقه سيأتي يوم تجف فيه تلك الآبار النفطية، والفترة المحددة لنضوب النفط 75 عاماً، ونحن الآن في نهاية تلك الأعوام، ولم يحقق البترول وعائداته أي تطور في الاقتصاد السعودي، وخلق موارد وبدائل أخرى في الدخل القومي، نتيجة للإدارة الفاشلة والتبعية المطلقة للمصالح الأمريكية، ودون بناء قاعدة اقتصادية إنتاجية قوية بديلة للنفط، الذي يشفط بشكل يومي وبكميات مهولة حتى آخر برميل، حينئذ فقط ستكون مملكة الشر السعودية (طويلة العمر) قد وصلت إلى نقطة النهاية (أطال الله أعمارنا)، وفجأة ستجد مملكة الشر نفسها ملقاة مرة أخرى إلى الصحراء، وسيسعى مواطنوها القادرون إلى هجرها، ولن يبقى سوى (مدن الملح) ورعاة الصحراء والإبل، والحنين إلى الخيام ومضارب القبيلة، وتتحول المدن الخرسانية إلى مدن مهجورة، مدن أشباح لا يطمع فيها أحد.

أترك تعليقاً

التعليقات