وأخيراً نطق بان كي مون
 

طاهر علوان

كل الأدلة القوية، والشواهد الثابتة، والبراهين المؤكدة، تشير إلى أن التحالف وقيادته هم من ارتكب المجزرة والجريمة الشنعاء المروعة بحق معزي الصالة الكبرى بصنعاء، واعتراف قيادة تحالف العدوان الذي تقوده السعودية تحصيل حاصل، وبيان التحالف استباق ومحاولة لقطع الطريق أمام التحركات الدولية لتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في المجزرة التي تعتبر جريمة حرب، واعتراف السعودية تحت مبرر (معلومات مغلوطة) تلقتها غرفة العمليات المشتركة للتحالف مما يسمى هيئة الأركان اليمنية، تنصل بحجج واهية ومبررات سخيفة لا تنفي الجريمة، ولا تؤثر على تبعاتها كجريمة إبادة جماعية ضد الإنسانية.
هول الفاجعة وفظاعة المجزرة الشنيعة جعلت الأمين العام للأمم المتحدة القلق دائماً ينطق ولأول مرة وبأعلى صوت  وأمام شهود في مؤتمر صحفي (يؤكد مسؤولية التحالف بقيادة السعودية عن ارتكاب الجريمة الشنعاء، وأن الأدلة قوية ولا داعي للنكران، وأن الهجمات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة السعودية سببت بالفعل مذبحة هائلة في دار عزاء، ودمرت كثيراً من المنشآت الطبية بالبلاد وغيرها من البنية التحتية، ويجب أن يكون هناك محاسبة عن الإدارة المروعة لهذه الحروب برمتها، وإجراء تحقيق كامل، ويجب أن تكون هناك مساءلة عن سير الحرب).
بيان التحالف اللاأخلاقي والمستهتر بالعقول يعتبر تعزيراً بحق الضحايا والشهداء، ومن خلاله تبرز من جديد الأنياب الوحشية الحاقدة والقذرة والملطخة بدماء اليمنيين المظلومين، والأنياب الضارية للعدو البربري، يصف المجزرة بأنها (حادثة صنعاء غير المقصودة لا تنسجم مع الأهداف النبيلة للتحالف). سلسلة الجرائم والمجازر والحرائق والمذابح، سفك دماء المدنيين الأبرياء والعزل تعتبر (حادثة) غير مقصودة، قصف الأحياء السكنية، الأسواق الشعبية، المستشفيات، التجمعات المدنية، صالات الأعراس، ومراسم العزاء، وبشكل يومي، وعلى مدار الساعة، جرحى، قتلى، مشوهون بالآلاف (أهداف نبيلة)، استهانة بالأرواح، واستهتار بالعقول.
للأمانة يعجز المرء عن التوصيف، قمة الوقاحة، والسفالة، والانحطاط، نترفع عن استخدام القائمة السوداء من المفردات، ولا يستحقونها، فهم أكثر دناءة، أكثر قذارة وخسة، قتلة، مصاصو ومدمنو دماء، لا يوجد في عروقهم غير النفط الملوث بدماء الأبرياء، أين النبل من تحويل وطن وشعب ومنشآت إلى تجارب وأهداف عسكرية في قصف يومي، حرائق، موت يطوق كل المدن، كل الجهات الأربع، دمار يجتاح كالإعصار وعواصف هوجاء، تداعيات مذهلة شنيعة وأرواح تتساقط كأوراق الخريف، وسلسلة طويلة من المجازر والمذابح والإبادة الجماعية، تلك هي (الأهداف النبيلة) للتحالف، ليس هناك إنسان يحمل ذرة من الإنسانية والنبل يمكن أن يستهدف بتلك الهمجية والقسوة الأبرياء، ويرتكب المجازر والجرائم الفظيعة والشنيعة بحق المدنيين، وكأنها فرصة العمر طالما انتظرها بنو سعود طويلاً ليفرغوا حقدهم وانتقامهم من الشعب اليمني المظلوم والنبيل بتطلعاته المشروعة ومجده الحضاري عبر التاريخ.
مجزرة وفاجعة الصالة الكبرى تؤسس لنقلة نوعية استراتيجية نحو العمق السعودي، وأيضاً تؤكد على بوادر انهيار نظام بني سعود المتوحش والمتخلف في عصر العلم والتقنية والتقدم والأممية المتلاحمة لتطوير الإنسان لا لتدميره، بنو سعود يحلمون بعودة شرعية الغاب والبداوة والسلب والنهب وقتل الإنسان لمجرد الاختلاف في النهج والرؤية.
المؤلم حقاً أن ترى الخصم السياسي والشريك في الوطن جلاداً يتساوى مع العدو، وشركاء في القتل والتدمير، أحزاب المشروع الوطني التقدمي (الأممي) تحالفوا مع أعتى مشروع رجعي (العدو التاريخي) أداة أمريكا ومشروعها الاستعماري الإمبريالي في المنطقة، وبتحالفهم خضعوا في نهاية المطاف (لأممية) أمريكية – إسرائيلية قائمة على القتل والاحتلال والعبودية.  

أترك تعليقاً

التعليقات