مفارقة موجعة!!
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
قمة الحشرات والخونة والفاسدين فوق أراضينا المقدسة ومياهنا وممراتنا البحرية الهامة ومواقعنا الاستراتيجية تتبارى في ظروفها الصعبة لنهب ثرواتنا ولإنتاج حل لتنقذ نفسها، واستسلام ذليل وضعيف لقوى أضعف تحتاج إلى رمز وصياغة، فإذا الرمز أراضينا المقدسة، وإذا الصياغة تكريس التباس الهوية وضمها إلى ذلك السيل من التنازلات المتعاقبة والتطبيع المستمر منذ بدأ مشروع “السلام” الذي يرتكز برنامجه على ضمان الانتصار السياسي لـ”إسرائيل”، بعد أن فشلت هذه الأخيرة في تحقيقه بكل الاعتداءات والحروب التي تمارسها بين عقد وآخر.
قمة الحشرات عقدت لتكشف انحطاط ودناءة أنظمة كرتونية متهالكة ومن دون لمسة كبرياء، تكشف أحداثاً تكمل ما سبقها من تطبيع وخضوع، ويسفر عنها تعميق الفجوة بين التجزئة والتجزئة، بين نظام ونظام، بين أمن وأمن، بين ثروات وطاقة، وشعوب كادحة مناضلة، وبين طموحات وطموحات، وبكل وجع وألم، لم تحدث فجوتها بين أولئك المتربصين بنا.
قمة تتحمل بشكل مباشر كامل المسؤولية عن كل هذا الخراب والدمار والحصار في بلدنا الحبيب والعالم. لقد أطبقت بعدوانها على من لا يدخل في جوقتها ويسبح بحمد مافياتها. لقد أثرت تلك الكيانات الوهمية، الضالة طريق السلامة، وزايدت على بعضها في “الاعتدال” و”الواقعية” والتطبيع، ومازال الضحك على الذقون جارياً.
قمة ترينا العجائب، ترينا كيف سيكون دمج الضحية والجلاد في تحالف واتفاقيات لـ”العدالة السلمية”، ترينا توحد التشرذم مع التوسع بين المعتدي والمعتدى عليه، والتدحرج في وحل التخادع والخيانة وإنتاج استراتيجية رخيصة مليئة بالمطبات والعروض التهريجية.
قمة ناقشت الأحوال المزرية والأوضاع المتهالكة والمنهارة للكيانات المطبعة والخانعة والخاضعة للعدو. كيانات مازالت تمارس الأكاذيب والأضاليل والقمع على شعوبها، وتغرس رأسها في الرمال، وحول قفاها تصفر رياح الهلاك والتغيير، وسقوط النظام العالمي الظالم، حاميها، ومشروعه في المنطقة، وظهور مقاومة جبارة وقادرة ومتماسكة ترسم خارطة جديدة لعالم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان. وتلك الكيانات المتخلفة التي ضحكت من جهلها وتمزقها وخضوعها واستسلامها بقية الأمم، مازالت تعيش خارج التاريخ والمتغيرات الدولية والكرامة والإنسانية.
ومع ذلك تريد أن تفرض علينا خياراتها الفاشلة بقوة السلاح والمال والسلطة، لمجرد ملكيتها لتلك الوسائل والثالوث الرهيب والظالم. لكننا لن نكون الكم الهامد وذلك الوعاء السلبي الذي يكتفي بما يصب دخله من ظلم وقهر وفساد وعدوان ولا يقاوم. لن نترك تحالف الحشرات يستعبدنا، يذلنا، يستغل جوعنا وبؤسنا وأرضنا وثرواتنا، ويفرض وصايته مرة أخرى ولقرن آخر. سنقاوم مهما تغيرت طبيعة النهب وتبدلت طرقه واختلفت أساليبه، فمن شركات متعددة الجنسيات إلى الأحلاف، ومنها إلى قوات التدخل السريع، وإلى تصعيد الأزمات المحلية والدولية، إلى جني المكاسب المهولة.
أهداف ومخططات عديدة تغيرت ميادينها وتبدلت مواقعها واختلفت أطرافها؛ ولكن الهدف المركزي يبقى جارياً، وهو استغلال ثروات الشعوب واستعبادها وجعلها قابعة مستسلمة لتلك الإرادات الكبيرة والقوية. تلك مهمة قمة الحشرات الآن، ونتائجها التوحد وهم على قوة وتفريقنا وتمزيقنا ونحن على ضعف مفارقة موجعة.

أترك تعليقاً

التعليقات