ثورة حتى النصر
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا

ملحمة الموت هي من صلب حضارة هذا العالم الأسطوري في حياده أمام ما يتعرض له الشعب اليمني من إبادة، وقصف، وحصار، ومحاولات الإذلال والتركيع، وهول الموت والمجازر الشنيعة، والنكبات الاقتصادية والإنسانية، هذا العالم الخبيث والمنافق في تعامله مع الأحداث، والذي يدعي الحياد ويدعي الحضارة، هو من يقود ذلك التحالف العدواني الظالم لارتكاب كل تلك المجازر الشنيعة، هو من يدمر كل ما هو مضيء ومشرق في حياتنا ومرتبط بالتاريخ الحضاري الإنساني، هو من يرسل أساطيله إلى ممراتنا البحرية لتحاصرنا وتدمر منازلنا، ومؤسساتنا، ومرافقنا الحيوية، ليستنفد ما تبقى لدينا من إمكانات القوة والقدرة على المقاومة والصمود، ومحاولاته المتكررة بكسرنا وقمعنا وإخضاعنا لرغباته، لأننا بثورة 21 أيلول المباركة استطعنا أن نقول (لا شيء يكسرنا)، لا شيء يقمعنا أو يخضعنا، استطعنا أن نقول لا للوصاية، لا للاستغلال، لا للإقطاع، لا للعبودية والانصياع، ولأننا استطعنا أن نقول كلمتنا في الحرية والدفاع عن حقوقنا الإنسانية المشروعة في الحياة الكريمة والعيش في سلام واسترداد أراضينا وثرواتنا المنهوبة، ولأننا نرفض الطغيان والاستكبار واستعباد ونهب الشعوب المقهورة والمستضعفة في شتى أرجاء المعمورة، ولأننا رفضنا التلاعب بمصيرنا وإرادتنا، ووضعنا في الموقع الذي يحدده الاستعمار متى يريد وحيثما يريد وعندما يريد، ولأننا بثورتنا المباركة تجاوزنا دائرة الوهم وسياسات التبعية والإفقار والفساد، ولأننا أردنا أن نتعامل مع كل شعوب العالم بالندية وبواقعية دون استثناء وحسب إمكاناتنا الحقيقية، واتخاذ قراراتنا المصيرية وخياراتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تحافظ على مصالح شعبنا وأمتنا العربية، ولأننا نرفض المزيد من الصراعات الطائفية، والمذهبية، والمناطقية، والتجاوزات، وإراقة الدماء في العالم، ومنطقتنا بالذات، لكي لا تكون تلك النزاعات ذريعة لعودة الوصاية والاستعمار تحت رايات جديدة، وبقرارات أممية وبحجج واهية تقديم المعونات الإنسانية، ولأننا نرفض حضارتكم الموبوءة بالقهر والاستغلال، وأيضاً المتواطئين معكم بالفعل والمشاركة أو بالصمت والحياد الرخو، يراهنون على سقوطنا في أية لحظة باستنفاد طاقاتنا، وزخمنا الثوري بمرور الوقت، مع إدراكنا وإدراكهم أيضاً أن عامل الوقت لا يمضي لمصلحتهم برغم العدة والعتاد، برغم أسلحتهم المتطورة والمحرمة دولياً وجيوشهم المؤهلة والإمكانيات الضخمة في فتح جبهات متعددة والقصف المتواصل وتضييق الخناق على جميع المستويات السياسية والاقتصادية خاصة في نقل البنك المركزي وتغييب المرتبات، وتدهور العملة، واختلاق الأزمات، والمفاوضات والمشاورات المفخخة والعقيمة، ومحاولات التدجين والاحتواء، والصمت الدولي المخزي، وردود الفعل العربي الهزيل، والتواطؤ في معظم الحالات مع العدو، وانتزاع الحقيقة من مسارها، وتثبيت أهدافهم ورفضهم لوجود الآخر الوطني والثوري، هم لا يرون إلا مصالحهم وما يريدونه، وليس أبعد من ذلك، عالم لا يقبل بغير منظوره، وأن القانون مع الأقوى، فالعنف والهمجية والإرهاب الدولي أصبح قانوناً رسمياً مشرعاً ضد كل من يريد الخروج عن بيت الطاعة الأمريكي، وأصبحت حرمة القانون الدولي تعني قصف وتدمير وحصار الشعوب التي في طور الخروج عن الطاعة أو أنها قد خرجت فعلاً.
 بصمودنا وثباتنا كشفنا عرى عدوان كوني غاشم وصمت عالمي ظالم وحياد رخو.

أترك تعليقاً

التعليقات