وحدة ومن قرح يقرح
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
تلهف المرتزق عيدروس الزبيدي لتسريع الوصول إلى مراكز النفوذ الجديدة، تلهف ضعاف النفوس والمرتزقة في أصقاع الأرض، تلهف دون جدوى، وتمسك بأهداب سلطة عمياء متوحشة، من أجل أن يكون له دور ووظيفة ومكانة ومركز لدى سيده الإماراتي، وأن عليه أن يجيد لغة الارتزاق والخيانة والتنازلات عن الوحدة والوطنية والجمهورية بنص القسم الذي كان باهتاً ضعيف النبرة والمدى والإيقاع، وحلت وتيرة الانقراض محل وتيرة التواصل، ولم تكن على حين غفلة أبداً أبداً، وإنما بتوجيه وتخطيط الاحتلال لمشروع الانفصال وخليط مستمر بين ما أنتجه الاستعمار البريطاني وما يعاد إنتاجه الآن على يد الاحتلال السعودي الإماراتي ومرتزقته. الاحتلال يعمل بكل طاقته وقوته ومرتزقته لمنع الوحدة بأي طريقة وبأي ثمن. وقسم المرتزق الزبيدي كان تمشياً مع منطق مشروع أسياده (أمريكا والسعودية والإمارات)، وظن أن زمن الشعوب ومقاومة الاحتلال قد ولى.
لقد ظهر المرتزق عيدروس الزبيدي وهو بكامل عريه السياسي بعيداً عن الزمن اليمني وآمال وطموحات شعبنا في الوحدة، وتناسي زمن تناسلت لحظاته في أحشاء رحم الفعل الثوري والوطني المتوقد من عطاء الإنسان اليمني الطالع شروقاً متوهجاً، تنامى توثباً ثورياً تقزمت أمامه حقب القهر والارتزاق والتخلف مادياً وروحياً على أنقاض ظلام الاحتلال ومرتزقته أمثال عيدروس الزبيدي.
لقد ظهر الزبيدي يتيماً على موائد اللئام وخارج معطيات العصر اليماني الذي لم يعد فيه متسع لأولئك الخونة والمرتزقة. المتسع الوحيد للحق والوطنية والمساواة والعدالة وسيادة الشعوب وسلطتها دون وصاية. عيدروس الزبيدي يمثل عقل الاحتلال المفلس ومخططاته بخرقه للدستور وإعلانه الانفصال جهراً وأمام مجلس نواب المرتزقة. الزبيدي يمثل الأقليات وخطوط التجزئة والتناقضات والطوائف والمذاهب، ولا يمثل الوطنية والوطن بكل فئاته، وكل تلك الألاعيب السياسية في التعبئة تهدف إلى تنويع التفكك والتفتت وإطالة الصراعات القبلية وإلى جعل التجزئة مفتوحة على الأرض والتاريخ والثقافة والحضارة وعلى كل ما له صلة أو علاقة بوحدة اليمن والسيادة.
الشعب اليمني (جنوباً وشمالاً) متمسك بوحدته وإعادتها وكنس الاحتلال، بينما الزبيدي وكل مرتزق هش يحاول التصدي لإرادة الشعب وحقه في تقرير مصيره وصياغة مستقبله وفق الدستور، وفق ما يحقق أحلامه وآماله في التوحد وامتلاك ناصية القدرة على خنق أسباب الشتات الذي أدماه بوجود الاحتلال والارتزاق.
لقد أعلن الشعب اليمني دولة الوحدة، دولة يمن العصر، الجمهورية اليمنية الحقيقية، التي أشرقت ناصعة بعد أن ظلت حلماً يختمر في وجدان شعبنا حتى استوى واقعاً سوياً، وسوف تعود واقعاً ثورياً تكسوها ضمانات النمو الوطني والتجدد وصلابة المقاومة، فالعدو هو هو، لا يتغير في طبيعة تكوينه العدوانية، لا مبادرات ولا اتفاقيات ولا هدنة، وأي اجتهاد في هذه الطبيعة إنما هو لعب في التعبئة، لعب في مقومات الصراع وشروطه، وبرغم ذلك مازلنا قادرين على تثبيت الوحدة ومشروعها وأملها الكبير الذي نحيا من أجله، ونستطيع أن نعيد تصحيح المسار بعيداً عن ذلك المسخ المضمد بالعدوان، لا بذلك القدر من المتصدعين والمراهنين على علاجات لن تأتي عنها سوى خيبات الأمل.
المرتزق الزبيدي ألغى لحظة تاريخية في الدستور، بحذفه نص الحفاظ على الوحدة، الوحدة التي هي لحظة انعطاف تاريخي بكياننا الجمهوري من كونه كياناً تمزقه الجروح والحروب إلى كيان متماسك قوي يقوى على عدوه، وعلى كل متربص بوجوده ووجود أطفاله ومستقبله، ولن نكمم أفواهنا الوحدوية والتقدمية أمام سفلة المرتزقة أعداء الوحدة والجمهورية، عملاء أمريكا والسعودية والإمارات، ونضمد أحلامنا.

أترك تعليقاً

التعليقات