بركان ما بعد 1000 يوم
 

طاهر علوان

(بركان H2) أزاح الستار عن المرحلة النوعية القادمة ومعادلة (الحق) السن بالسن والجروح قصاص، ونقل ساحة المواجهة والنضال إلى عواصم دول العدوان وقصورها ومؤسساتها الاقتصادية والنفطية كمعادل بديل لتوازن الرعب وتحقيق الردع، ومواجهة ظلم وعدوان التحالف بقيادة السعودية بعنف ثوري منظم وإرادة قوية لا تؤثر فيها حملات التهويل والتهديدات الأمريكية، نحن أقوى وأقدر على التصدي، إرادات صممت على المقاومة والصمود الأسطوري وتحقيق الانتصارات الحاسمة في كل الجبهات والمحاور، والتي نراها ملء العين وملء القلب ضد عدوان ظالم وأنظمة هشة، وسلطات قمعية دموية، ذبحت ولاتزال تذبح كل نظام وطني ثوري شريف يرفض التبعية والانقياد للمشروع الأمريكي الصهيوني. 
بركان اليمامة دشن مرحلة نوعية قاسية وصعبة على العدو، حول حياتهم إلى كوابيس مخيفة، وأسقط تلك الهيمنة الزائفة والاستعلاء وتضخيم القوة والذات لكيانات قزمية متهالكة تبرز نفسها كأنها أقطاب ودول قوية وقادرة ومؤثرة تحرك سياسة العالم واقتصاده، وتستهين بالإنسان اليمني من يملك التاريخ الحضاري والإنساني منذ القدم. 
بركان اليمامة بداية مرحلة جديدة جعلهم يولولون مثل نساء المنادب الثاكلات الباكيات، حوّل الهزيمة إلى هزائم ليؤكد تباشير النصر ومرحلة سقوط عروش الشر والعدوان. 
1000 يوم من القصف المتواصل، والحصار الخانق، والإبادة الجماعية، والمؤامرات الداخلية، ونحن صامدون، ولن نهزم لأننا نجيد استخدام أسلحتنا وإرادتنا وإصرارنا على الانتصار، نقاتل بشراسة الحق من يحاول إذلالنا، ويعتدي على حقوقنا، ويغتصب أراضينا وثرواتنا وكرامتنا، من يحاول وبإصرار أن يجعلنا عوناً لمن يتخلى عن وطنه وسيادته، عن سلاحه وكرامته، ويفقد الهدف، تتخبط به المواقف، يتمسك بأسلحة وهمية ودمى خشبية، أسلحة لا يجيد استخدامها أمام رجال الرجال، من وهبوا حياتهم ثمناً للدفاع عن الكرامة، عن الإرادة الحرة، عن الوطن المستقل، كيف للصقور رجال الرجال أن تفقد الرؤية، أن تفقد الهدف، صامدون يقاتلون حتى آخر قطرة دم، حتى آخر نفس. 
1000 يوم من الصمود الأسطوري الذي أرغم الجميع على الاعتراف، حتى أولئك الأعداء والخونة من كابروا وشككوا بقدرات يملكها شعبنا، قدرات التطور التقني والعلمي والابتكارات العسكرية، صمود شعبنا وقدراته العسكرية وخياراته المتعددة أوصلتهم إلى الطريق المسدود، لم يعد بيدهم شيء من الأوراق العسكرية والمؤامرات الداخلية والاقتصادية والسياسية، أفلس بنك أهدافهم، وصلوا إلى فراغ عسكري وسياسي وإعلامي، وانتظار عاجز وكئيب، ومآزق خطيرة، شعبنا يستحيل ترويضه وإخضاعه من تلك الكائنات والخردة البشرية التي فقدت إنسانيتها وفقدت الأبعاد والمقاييس، تعيش خارج الكون والتاريخ وإيقاعاته الحتمية.
بركان اليمامة رد اعتبار للقدس، وإعلان مدوٍّ لانتصارات محور المقاومة ولكل الشرفاء والأوفياء في الوطن العربي والإسلامي، وهزيمة لأنظمة آيلة للسقوط، أنظمة قمعية دموية مجردة من المشاعر الإنسانية، وأشد فتكاً من إسرائيل وأكثر عداوة من الاستعمار القديم والحديث، هدفها امتلاك الثروة وابتلاع الأرض واستعباد الإنسان والتلاعب بمصائر الشعوب وأرواحهم، كل ذلك خدمة للإمبريالية العالمية، وتحقيق حلم الاستعمار القديم والحديث، لن يمروا، ولن تكون أرواحنا جسوراً ودروباً لعبورهم المريح، نحن أقوى وأقدر على الصمود والانتصار.

أترك تعليقاً

التعليقات