سلام باطنه عدوان
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
دعوة مجلس التعاون الخليجي إلى عقد مشاورات يمنية ـ يمنية في عاصمة الشر والعدوان (الرياض)، عاصمة تطرح نفسها وسيطاً في الحوار وهي المشاركة الفعلية في العدوان ومن يقود العدوان والحصار والقتل الجماعي والدمار، إعلان عن دعوة الخديعة والاحتيال والكذب والنفاق والسلام المزيف لاستكمال مراسم العدوان والتهرب من المسؤولية وتبعات العدوان، وتسويق دول العدوان أمام الرأي العالمي والعربي والإسلامي كـ»داعية سلام»، ومحاولة لإلغاء تلك الصورة البشعة التي تشكلت عن دول العدوان كدويلات متطرفة عدوانية إرهابية ولدت في بحور من الدماء والمؤامرات والفتن، ولا تستطيع الحياة خارج منطق العدوان والخداع والمجازر والجريمة المنظمة، لفقدانها المشروع الوطني الإنساني، ولكونها صنيعة الاستعمار وإنجازاتها العدوانية أمريكية ـ صهيونية خالصة مدفوعة بالكامل من دمائنا ومعاناتنا وحصارنا وتجويعنا وتدمير مشروعنا الوطني وحقنا في تقرير مصيرنا واستقلالنا ومستقبل أجيالنا كما نشاء بعيداً عن الوصاية والمشروع الأمريكي في المنطقة، ولذلك تحملت تلك الدويلات مسؤولية العدوان على اليمن وسورية والعراق ولبنان. وليس جديداً على تلك الكيانات الخليجية الخداع والتضليل والإجرام والتآمر والمجازر، وسلامها المزعوم هو الوجه الآخر لعدوانيتها التقليدية.
الدعوة إلى مشاورات وإلى حوار لإنهاء العدوان وفي بلد غير مرغوب فيه ومشارك في العدوان هي دعوة إلى سلام زائف ومرحلة جديدة وفاتحة لعدوان عسكري جديد وواسع، وتعميم لمشروع التصفية على نار ساخنة لإنجاز أهداف العدوان في أقصر الطرق وفترة زمنية محددة لوجود أجواء وعوامل إقليمية ودولية جديدة مهيأة تساعد على إخضاعنا لـ»سلام الرياض» العدواني وتصفية قضيتنا العادلة في العيش والحياة في مجتمع مستقر آمن دون مشاورات كاذبة، وسلام زائف دون حصار واتهامات مضللة بمعاداتنا للسلام والتعايش السلمي.
نحن لا نمانع المشاركة في حوار حقيقي لإنهاء العدوان، وهذا مطلبنا دائماً؛ ولكن في البلد المحايد وليس في الدولة التي تطرح نفسها وسيطاً وهي من يقود العدوان الظالم، وبالتالي فإن المشاركة في مشاورات الرياض هي خيانة وطنية عظمى وهدر لحقوقنا وتقديم تنازلات مجانية للعدوان الذي بدأ مشروعه العدواني بالكامل منهاراً ويلفظ أنفاسه الأخيرة بعد رفض صنعاء الثورة الدعوات الزائفة والمخادعة التي تضخ دماء الحياة لمشروع العدوان الإجرامي الفاشل وإنهاء العدوان بما يحفظ ماء الوجه. لن نمكنهم من ذلك، برفضنا لكل مشاريع الزيف والذل والخداع واختيارنا الصمود والمقاومة حتى آخر نفس.
شعبنا في الشمال والجنوب بركان يغلي، وحجم الغضب الشعبي على تحالف العدوان الكوني أكبر من أن يتخيله الدب الداشر ابن سلمان والأحمق ابن زايد. لقد وصل العدوان والحصار والذل إلى كل بيت ويطرق أبواب كل مواطن شريف والمعركة المقبلة ليس في المشاورات الكاذبة والحوارات الزائفة والسلام المخادع.
المعركة المقبلة هي معركة وجود وحرية، معركة فاصلة؛ فإما أن نحيا بكرامة واستقرار وإما أن ننتهي بالكامل. هذا ما ندركه بدون أدنى شك، وسلاح الإرادة والصمود سلاح الثورة الأقوى الذي لم تختبره السعودية والإمارات ودول التحالف الكوني بعد في عدوانها وسلامها المدعى الزائف.

أترك تعليقاً

التعليقات