ترامب حاج وبياع مسابح
 

طاهر علوان

الدعوات التي وجهتها مملكة الشر والعدوان السعودية إلى زعماء 17 دولة عربية وإسلامية، لحضور القمة التي ستبدأ اليوم في الرياض، وبحضور الرئيس الأمريكي ترامب؛ هذه الدعوات هي محاولة سعودية بتنسيق مع الإدارة الأمريكية لإعادة تسويق ترامب للوطن العربي والأمة الإسلامية، حيث ناصب ترامب العداء للأمة العربية والإسلامية أثناء حملته الانتخابية، من منطلق عنصري صرف.
ترامب المكروه من شعبه، والذي يتعرض بصفة مستمرة لانتقادات الداخل الأمريكي والخارج الأوروبي، بسبب سياسته العنصرية، والترويج للحروب الأهلية والقتل والدمار وكراهيته للإسلام والمسلمين، لم يخفِ تلك المشاعر والتوجهات أثناء حملته الانتخابية، وعبر عنها بكل وقاحة في الأيام الأولى لرئاسته عندما أصدر تشريعاً بمنع مواطني 6 دول عربية من دخول أمريكا، ومن ضمنها اليمن، وأثبت عنفه وعدوانيته كرئيس دموي للولايات المتحدة بقصفه لقاعدة الشعيرات الجوية السورية، وأيضاً في الأيام الأولى لرئاسته، كما أنه لم يتعامل مع الدول الخليجية والسعودية الحليفة لأمريكا منذ تأسيسها، بود واحترام، ومارس أبشع أساليب الابتزاز المالي، حيث طالب تلك الدول بأن تدفع ثمن حماية أمريكا لها، لأنه لولا أمريكا لاختفت تلك الدول من الوجود.
الدعوات التي قدمت لتلك الدول وحملها وزير الخارجية السعودي إلى العواصم العربية والإسلامية، قدمتها السعودية بطريقة مذلة ومهينة، وكأن الرؤساء والزعماء العرب والمسلمين عمال بالأجر اليومي لدى السعودية، أو موظفون في البلاط الملكي السعودي. حضور زعماء 17 دولة عربية وإسلامية لفرش السجاد الأحمر لترامب على أرض الحرمين الشريفين، والاستعدادات لإقامة حفل تكريمي مهيب وغير معتاد، حفاوة بالغة الجود والكرم، وسابقة لم تمارس مع رؤساء أمريكيين آخرين، كل ذلك من أجل رد الاعتبار لترامب وتنظيف سمعته، وللتأكيد بأن العلاقة الأمريكية السعودية لازالت بصحة وعافية، طبعاً مع الدفع المسبق للحماية الأمريكية.
حضور رؤساء 17 دولة عربية وإسلامية تأكيد وتأييد للسياسة الأمريكية والتحالف معها حسب شروط ورغبات المعتوه ترامب، وتنفيذ خططه لإشعال فتيل الحروب الطائفية في المنطقة، خدمة للمصالح الامبريالية الأمريكية وإسرائيل، وستكون المحصلة النهائية المؤكدة للقمة هي القبول بالخيار الأمريكي وبالنظام الدموي الذي يسرح ويمرح في الساحة العربية، ويدمر كل مكتسباتنا.
ضعف النظام السعودي وصل إلى نقطة الصفر، من مجرد تلويح من ترامب المرعب والمتهور بالتخلي عن الحماية الأمريكية والدفع المسبق، استجابت السعودية فوراً بتكريم التلميذ الخائب ترامب والمستجد على السياسة. رضوخ مملكة الشر لكل شروط ترامب دفعة واحدة، وتكريمه أيضاً، والإعداد غير المعتاد لاستقباله، تغطية لعجزها، ومبالغة في الود والعلاقة الحميمة، واستعراض للقوة الوهمية باجتذاب قوى وأنظمة من مختلف الألوان السياسية في الوطن العربي والإسلامي، والاستعداد بمزيد من الخطوات لتطهير المنطقة من محور المقاومة، وإحداث شروخ في الجبهة المعادية لأمريكا، وتوفير المناخ المناسب لاستقبال القرارات والاتفاقيات المنتظرة من القمة الأمريكية، السعودية، العربية، الإسلامية. ما يحصل هو انتحار سياسي بكل المقاييس والمواصفات.

أترك تعليقاً

التعليقات