مأرب والانحطاط السعودي (1)
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
العدوان والأخلاق قيمتان لا تجتمعان، فالقتل والمزيد من القتل والدمار والحصار والتجويع، هو الوظيفة الجوهرية لكل عدوان، ولا يعقل أن يكون الإنسان أخلاقياً وقاتلاً في آن واحد، واقتراب الحسم المؤكد في مأرب رفع منسوب التخبط والانحطاط الأخلاقي في السلوك السعودي العدواني المتوحش وفي الغرف السوداء في إعلامه الرسمي المشوه والممسوخ والذي أصيب بلوثة مأرب القاتلة وجعله يتجاوز كل الأعراف والقيم الإنسانية والأخلاق النبيلة بهجومه الهمجي وانتقاداته اللاأخلاقية لكل من يعارض تحالف العدوان الكوني الظالم وطابعه العدائي العبثي، ولكل ما يتصل بالمقاومة والمقاومين للمشروع الأمريكي ـ الصهيوني في لبنان.
إن الرجة القوية والمنعطف التاريخي والمعارك الحاسمة والهزيمة المؤكدة والحتمية لمملكة الشر السعودية في مأرب وخلفها هزيمة أمريكا و"إسرائيل" في المنطقة أمام محور المقاومة العربية والإسلامية جعلنا نتوقع حفلة الجنون اللاأخلاقية تلك في لبنان واستمرارها، واستخدام كل الوسائل الدنيئة والخسة والجبن والعنجهية وكل ما تملك مملكة الشر من أوراق قذرة تشبهها تجاه من يخالفها في الرأي.
إن سوء الأخلاق ذلك ليس مستغرباً من مملكة الشر، وهو قاعدة أخلاقية أساسية تتعامل بها مع أدواتها في المنطقة وتستخدمهم أوراق تواليت عند الحاجة وتتخلى عنهم عندما تشاء. وهزيمتها المدوية في مأرب وفشلها الاستراتيجي في ساحات سورية ولبنان والعراق جعلها تتخبط في سياستها المنحطة في المنطقة عموماً، بتلك العبارات القاسية وغير اللائقة والمقصود بها أدواتها، تلك القوى عديمة الانتماء الوطني والتابعة والداعمة للعدوان برغم كل سفالات السعودية والتصرفات اللاأخلاقية وحصارها الاقتصادي للشعب اللبناني واتهاماتها المشينة والمعيبة والمنحطة.
السعودية وأدواتها في لبنان تحاول إغراق لبنان في الانحطاط السياسي والاقتصادي، وانتزاع السيادة والكرامة الوطنية، وحرمان لبنان من الوقوف على قدميه بإرادته، وجعله خاصرة رخوة نتيجة الحصار الاقتصادي والسياسي والسباحة مع التيار الخاضع والذليل والمطبع وليس ضده، ذلك التيار الذي يستطيع أن يجعل من الخيانة وطنية وتعايشاً سلمياً ومن الخضوع ديمقراطية، ومن الاستسلام بطولة، ومن يقف مع العدوان وضد الشعب اليمني المقهور والمظلوم ومع العدوان العبثي الظالم الذي ينثر دماء أطفالنا وأرواحنا فوق الجمر، من يقف مع الحق والعدل ساذجاً سياسياً ولا ينتمي إلى لبنان ولا إلى محيطه العربي.
كل ما يحصل الآن في لبنان من اختلاقات لتلك الأزمات المفتعلة هو محاولة سعودية لإفراغ حقدها وسمومها الكامنة في أعماقها على حزب الله وكل مقاوم شريف للمشروع الأمريكي ـ الصهيوني في المنطقة. وخسارات السعودية في مأرب والضربات القوية الموجعة التي تتلقاها ولا تزال من الجيش واللجان الشعبية من إرادات قوية أقوى من جحيم النار أفقدها الصواب وجعلها تعيش القلق الوجودي على نظامها المهترئ ومملكتها الآيلة للسقوط وأفقدها السطوة والجبروت وتلك "الأسطورة" السعودية التي لا تقهر والتي لا يرد لها طلب.
الانتصارات العظيمة في مأرب جعلها تهتز وترتطم بالمناعات البطولية للجيش واللجان الشعبية وتتناثر شظايا في لحظة النصر السيادي العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات