صمود وتماسك الجبهة الداخلية
 

طاهر علوان

يلعب الإعلام الموالي للظلم والعدوان دوراً بارزاً في إعداد الرأي العام المحلي والدولي للقبول بمنطق العدوان وانتهاكه للسيادة الوطنية لليمن، هناك ظلم واضح في الموقف الدولي والإنساني، وانحيازه لمعاقل الرجعية العربية الإرهابية أعداء الإنسانية لاستهداف اليمن تمهيداً للسيطرة الاستعمارية وخطوة استراتيجية ضرورية هامة نحو تنفيذ مشروع بقاء المنطقة الغنية بالثروات والمواقع الجغرافية الهامة خالية من أي تهديد للمصالح الأمريكية، والكيان الصهيوني، والنظام السعودي الدموي الممول للإرهاب ومشاريع البترودولار الاستعمارية والحروب المأساوية التي عصفت بالعراق وسوريا وليبيا واليمن.
ضراوة العدوان واستماتته والتحالفات الاستعمارية الإرهابية على اليمن تزداد يوماً بعد يوم، ولابد من المواجهة الواعية بكل ما نملك من سلاح، سلاح الوعي واليقظة، وسلاح الكلمة والفن، وكل سلاح يدعم المعركة والجبهات القتالية. تطهير وتنوير الجبهة الداخلية من المطالب الدائمة والعاجلة، بل من الأدوات الضرورية للحفاظ على الثورة واستمرارها حتى النصر وتحديد الأعداء سواء في الخارج أو في الداخل، وإن أية ثورة لا تفرق بين أصدقائها وأعدائها في الخارج لن تكون قادرة أيضاً على التمييز بين قواها والقوى المضادة لها في الداخل.
الثورات في واقع الأمر عمل من أجل، وعمل ضد؛ عمل من أجل المعدمين والمظلومين من قامت الثورة لتحقيق أهدافهم، وعمل ضد من تتعارض أهدافهم مع تلك المبادئ والأهداف، ولا بد من أن يكون هناك وضوح كامل في هذا الصدد لدى كافة القطاعات والتنظيمات والأحزاب، وأيضاً لا بد من تعبئة وتنوير قوى الشعب وكل طاقاته المادية والمعنوية، واستخدام كل أساليب الحرب النظامية والشعبية معاً لكسب المعركة، بحيث تصبح الحرب بالضرورة هي حرب الجيوش الوطنية، كما هي حرب كل الشعب، وإلغاء الخط الفاصل بين الجبهة الداخلية وجبهات القتال، فحركة الشارع تقرر مصير المعركة على الجبهات، وتماسك الجبهة، والاتفاق الكامل حول أمور هامة وأساسية وضرورية تتعلق بالدفاع عن الوطن ومصيره وسيادته في هذه المرحلة الصعبة والقاسية والحاسمة بكل أبعادها المختلفة، والتي تفرض علينا مزيداً من التلاحم، ومزيداً من التضامن الاجتماعي، وأن نبذل كل ما نملك من طاقات وإمكانيات وجهد في سبيل التحرر والسيادة.
لا قيمة للحياة إذا امتهنت الكرامة والحرية، وأهدرت القيم. صمود الجبهة الداخلية وتماسكها نابع من قناعات ومواقف قطاعات واسعة من شعبنا وجماهيرنا الصامدة والموحدة، واستجابة لكل ما يسير في اتجاه التمسك بالمبادئ، والثوابت الوطنية، والتماسك الاجتماعي، والقدرة على إدراك أساسيات المرحلة الحاسمة، والصمود في سبيل إزالة كل آثار العدوان. الجبهة الداخلية الموحدة، والقوة القتالية، والإرادة القوية في الجبهات، هي عناصر الحسم والنصر في معركتنا ضد العدو الخارجي الذي يستهدف كل أبناء الشعب اليمني، وكل المقدسات والقيم الوطنية.
لن يمروا، لدينا القوة والقدرة القتالية المؤمنة بدفاعها عن الحق والسيادة والكرامة، واستعادة حريتنا وأراضينا وإرادتنا القوية التي تحطمت عليها كل المؤامرات العدائية لتفتيت الجبهة الداخلية وتمزيقها وشل حركتها الداعمة للثورة والتحرر، والتصميم الذي لا يقهر على المضي إلى الضفة الأخرى من شواطئ النصر، وتحقيق ما ينبغي أن يكون، وليس تحقيق الممكن.

أترك تعليقاً

التعليقات