30 نوفمبر
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا

يختلف الاحتفال هذا العام بيوم 30 نوفمبر، عن كل الاحتفالات السابقة بيوم الاستقلال من الاستعمار البريطاني، وركائزه من سلاطين ومرتزقة وإقطاع وسماسرة حروب، فقد حلت الذكرى في ظل انتصارات قوى الخير والمحبة والسلام، على قوى البطش والظلم والعدوان، والهيمنة الامبريالية العالمية، وأعتى قوى رجعية في المنطقة، وعدوان همجي أمريكي- سعودي- إماراتي وركائزهم من مرتزقة وأحزاب انسلخت عن الوطن والمصلحة الوطنية، وشخصيات اجتماعية متواطئة مع العدو، انتصارات تحققت بعد ملاحم بطولية لرجال الرجال في معظم المناطق اليمنية، ملاحم تتضاءل دونها المعجزات، وتنكمش منحسرة خرافات المستحيل. وليس جديداً على شعبنا في جنوبنا الحبيب تحقيق الانتصارات ومقاومة الأعداء، ودحر كوابيس الاحتلال وبطشه، وتحقيق الاستقرار الأمني وصيانة السيادة، والتصدي للتحديات التي تعاقبت عليه قاسية مدمرة، وبنضاله ومقاومته وإصراره على البقاء شامخاً نابضاً بالحيوية، رافضاً التخلي عن موقعه ودوره الريادي في النضال من أجل استعادة وحدته، وحريته، وتماسكه، وصياغة يومه وغده وخياراته بإرادته الوطنية المتوافقة مع المشروع التحرري لعموم اليمن، والخروج من حالة التشرذم، والحمل الثقيل من واقع الاحتلال وعفونته، وكنس كل الشوائب التي رافقت مسيرته صوب حلمه وهدفه وغاياته لتحقيق الرخاء والازدهار، وان يمد جسوراً مستقبلية تشكل له معبراً أميناً راسخاً في نسج واقع جديد موحد، وإفشال كل التحالفات السياسية المشبوهة والهادفة لإرساء معادلات تمكن المحتل والطامحين للوصول إلى السلطة بوسائل غير مشروعة لتحقيق طموحاتهم الدنيئة في امتصاص حالة الغليان والثورة المتزايد عنفها يوماً بعد يوم، وطرح بدائل ومشاريع بائسة لا تتقن سوى نسخ المنسوخ والتواطؤ مع العدو، والعودة بالتاريخ إلى الوراء، وتحميل الوطن والوطنيين حمولة زائدة تدمر تطلعاتهم ومشروعهم الثوري، وهمومهم الوطنية، وإجهاض أحلامهم بمستقبل يجنبهم شر ما كانوا عليه من بؤس اجتماعي، وشتات، وسجون، واغتيالات، وقمع متواصل، في ظل كابوس الاحتلال الهمجي المتخلف، وتحويل الوطن بأكمله إلى مزارع للطغاة. 
هناك تيارات سياسية تخفي في طياتها الكثير من الغايات المليئة بالشوائب، وتحاول أن تحل محل الفضائل الثورية الوطنية المجردة من كل تسلق، ومن كل هدف وصولي ملتبس ومتهم، تلك التيارات السياسية تريد إشعال الحرائق في كل المناطق اليمنية بالتواطؤ مع العدو، وتسهم بقدر كبير في أزمة العمل الوطني الذي يستلزم دحراً كاملاً لكل عناصر الخيانة، والغدر، والحقد، والتصلب، والوقيعة، والانتهازية، وسيل التعميمات المتسرعة، والمداهنة، وتحويل القضية الوطنية إلى انتفاع شخصي قبلي، عشائري، مناطقي، تنضح منه رائحة الأنانية، ورائحة الارتباط الخارجي بتمهيد الطريق للمحتل بالبقاء أطول فترة ممكنة، أولئك الأوغاد المتشبثين بمطابخ الاحتلال كي يصنعوا من أوجاعنا أطباقاً سيئة ومسممة ليغتالوا أحلامنا، ويهمشوا مواقفنا ومواقعنا باسم الحفاظ على (الشرعية) أو باسم النظام والقوانين المشكوك في ذمتها، والمتفقة مع قوى تحالف (العاصفة العمياء) التي هبت لتشعل النار في وطننا الحبيب، وتنقض على كل ما هو مقدس في حياتنا، وتعبث بمقدراتنا، وكرامتنا، وإرادتنا، وثرواتنا، وتخنق الحريات، والحياة الإنسانية الكريمة.



أترك تعليقاً

التعليقات