بيع الدم السوداني
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا - 

السلطة الديكتاتورية السودانية تواصل ما بدأه المخلوع البشير من سياسة الزج بالسودانيين في محرقة العدوان على اليمن، وربط السودان بمحور الشر الأمريكي السعودي الإماراتي، جنرالات البشير مستعدون للقيام بأي شيء مقابل البقاء في السلطة، بيع دماء الجنود السودانيين وجعل السودان بنك دماء لأمراء الحروب، بيع المواقف السياسية بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، واصطناع الانحناءات المتواضعة لالتقاط أياد بالكاد قبلت أن تمد أصابعها، والمشهد المليء بدغدغة آمال بائسة بإمكانية الحصول على شهادة حسن سيرة وسلوك من العدو الأمريكي، جنرالات البشير تدعم التحالفات العدوانية باستخدام دماء السودانيين الأعزاء لضخ الحياة في تحالف كوني عدواني صار منهاراً يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن تراجع عنه أغلب حلفائه بالنظام العربي الرسمي والدولي عن حماسهم في المشاركة في العدوان. 
التحالف السعودي الإماراتي يعول الآن على مرتزقته السودانيين كدروع بشرية لحماية تحالفه وأراضيه من هجمات الجيش ورجال الرجال، جريمة بشعة مرتكبة من قبل جنرالات البشير الذين جازفوا بدماء شعب السودان الشقيق لتحقيق طموحاتهم الأنانية وبقائهم في السلطة وانضموا إلى العصابات القاتلة التي تريد تطويع اليمن وإخضاعه ونهب إنسانيته وثرواته ومواقعه واستقلاله.
يبدو أن السالب دائماً في المسألة السودانية أقوى من الموجب، إذ سرعان ما تغلبت عمليات الإقصاء وتراث الانعزالية لجنرالات البشير، فتسارعت عوامل التوتر داخل السلطة ونشأ الصراع المبكر لإقصاء القادة الحقيقيين للثورة الشعبية، صراع نتيجة الخطأ بقبول الشعب السوداني أن يكون جنرالات البشير شركاء في الثورة، ثقافة وتربية جنرالات البشير قمعية وتسعى لتأسيس دكتاتورية في الحكم ولا تقبل الآخر الثوري، وغير قادرة على الخروج من عباءة التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، ولديهم استعداد دائم لتقديم تنازلات دائمة للعدو، والتطبيع القائم ليس مجرد إقامة علاقات، إنما حلف حرب كامل عموده الاحتلال الإسرائيلي. 
دعم تحالف العدو ليس أمراً جديداً على السلطات القمعية وتحالف جنرالات البشير مع قوى الانصياع والانحطاط، تحالف لا يحمل غير أدوات الجريمة والقتل والخراب من أجل هدف أو أهداف أنانية بالغة الهشاشة ومدمرة جذرياً لكل من التاريخ والجغرافية، ليس مستغرباً أبداً أن يتعاون ويتحالف جنرالات البشير مع ما هو عدواني وظالم، مع ما هو استعماري، مع من يريد أن يمهد السبيل لعبور "العاصفة" التي تريد أن تقتلع الثوار وتتمنى اجتياحنا، ليس غريباً أبداً أن يتحالفوا مع من يحتضنهم ويدعمهم على الضلالة. 
اهتمام السعودية الأكبر ينصب على تدميرنا أولاً لكي تتمكن من التصدي وتدمير قوى المقاومة العربية والإسلامية وليجعلوا من كل مقاومة كما لو أنها عديمة الجدوى. 
صنعاء انتصرت في معركة السلاح والعزل، وتواجه الآن معارك الحصار والتجويع، ورغم قسوة العدوان فإن صنعاء ترفض الاستسلام بقوة السلاح، وترفض أيضاً الحوار تحت الحصار والعدوان، ترفض الإقرار بالقوة التي صنعت هذا الوضع، ولا تريد أن تنجر إلى المصير الذي انتهت إليه الشعوب المنقرضة أو من هي على طريق الانقراض.  

أترك تعليقاً

التعليقات