صمودنا وتصدع الدول الكرتونية
 

طاهر علوان

تعاني مملكة الشر السعودية، والدول الكرتونية الخليجية، أزمات سياسية واقتصادية طاحنة ليس لها مثيل في تاريخها المعاصر، لأسباب متعددة أهمها العدوان الظالم على اليمن، وتعتبر تلك الأزمات بداية لنهاية أنظمة ديناصورية، قمعية، دموية، استبدادية، تعيش خارج العصر والحداثة، قائمة على أساس الملكية الأسرية لكل مفاصل الحياة ووسائلها من ثروات وبشر ما فوق الأرض وما في باطنها، أنظمة لا تنتج إلا الحروب والكوارث والمآسي والخراب والانقسامات الطائفية والمذهبية، وتتهاوى أيضاً تحت وطأة تلك الحروب وعجز القيادات المراهقة والمتعجرفة والمهووسة بالمسخرة الدموية التي تمارسها يومياً شمالاً وجنوباً دون أن يحملها العالم مسؤولية الإبادة الجماعية لشعوب بأكملها، وأيضاً لتمويلها وتصديرها للإرهاب بمتطلباته الباهظة والمتوسعة دوماً من أسلحة دمار، وتحالفات باغية متواطئة مع العدو ضد شعوبها، وشراء الأممية مع ضمير ولد الشيخ، ووسائل الإعلام والمنظمات الدولية ومجلس الأمن، وشخصيات اجتماعية بارزة، ومرتزقة الفكر وتجار الحروب.
الصراع السعودي- القطري يلقي الضوء الكاشف على عمق المتغيرات المصيرية والانهيارات الدرامية والتناقضات الحادة لأنظمة فاسدة متعفنة لا تمتلك المشروع النهضوي الاجتماعي، ولا مقومات الحياة العصرية، وظيفتها أن تظل تحت المظلة والقواعد الأمريكية، مجبرة على التعامل بأدوات لا علاقة لها بمصالح شعوبها، ولا تستنكف التواجد والقواعد الأجنبية على أراضيها، ومع ذلك تسعى لفرض سيطرتها وقيادة الشعوب العربية والإسلامية برغم تلك المساوئ والقصور، وعدم امتلاكها الرؤية، والشروط الموضوعية التي تؤهلها لقيادة التحالفات وتبني استراتيجية موحدة وبناء جسور الثقة بين الدول العربية والإسلامية من خلال مشاريع وطنية وتعاون ومبادرات تنبع من الذات ووفق برامج إصلاح سياسي اقتصادي شامل تراعي وتستوعب خصوصية وثقافة وثرات كل منطقة دون توصيات أو شروط خارجية.
خيمة مجلس التعاون خاضعة لسيطرة السعودية وسياستها (الهوشلية)، والعداء كامن للسعودية من قبل أعضاء الخيمة لغطرستها وتجبرها واغتصابها للأراضي الحدودية لمعظم الدول المجاورة، وفرض الوصاية على خيمة مجلس التعاون، والتحالفات الإرهابية القائمة لمحاربة الأنظمة الوطنية المعادية للهيمنة الأمريكية، وفشل السعودية الذريع في كل الجبهات القتالية والتحالفات العسكرية، مما أدى إلى النتيجة الطبيعية المتمثلة في تحلل وتفكك وانهيار تلك الأنظمة الضالة، وهو الداء الذي يصيب دائماً الأنظمة الاستبدادية المتسلطة.
لم تستطع السعودية ابتلاع الخلافات القديمة مع قطر، وفي توقيت صعب على الصعيدين الإقليمي والدولي أفسحت السعودية المجال لقطر لتجديد أحلامها وتعزيز طموحاتها الشاذة في إقامة (امبراطورية إخوانية) تحت قيادتها، ودخولها بكل ثقلها في المعترك السياسي ضد السعودية وأدواتها لتحقيق أهدافها وحماية مكتسباتها وإنجازاتها الإرهابية في المنطقة (امبراطورية الربيع العربي)، وسيرتها الذاتية الملوثة بالتطبيع مع العدو، والمعجونة بالعمالة، والمرتبطة حتى النخاع بالإرهاب. الإرهاب مصدر لتسلطها وإثبات لوجودها وقوتها.
السعودية أجبرت قطر على التعامل المباشر مع إيران، وتحريك القوات التركية، والخروج بشكل نهائي من المعطف السعودي، والتقرب والخضوع أكثر لأمريكا التي أصبحت تستفيد أكثر من الثغرات الكبيرة في اللوحة الخليجية لتواصل اختراقها وتثبيت دعائم مظلة هيمنتها. أمريكا من تمتلك قرار السلم والحرب في المنطقة كلما أرادت، وحيثما تريد، ولا يهمها بني سعود، ولا بني ثاني، ولا ثالث، ما يهمها هو نفط السعودية، وغاز قطر، وحماية مصالحها، والسيطرة الكاملة على منابع الثروة والمواقع الجغرافية الاستراتيجية في المنطقة، وأن تصبح إسرائيل هي القوة الوحيدة والمتفوقة في المنطقة العربية.

أترك تعليقاً

التعليقات