العدوان الخاسر
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا - 
على امتداد الـ6 السنوات الماضية، ظلت سلسلة من الإجراءات العدوانية الإجرامية وهذيان القوة والاستعلاء واستخدام آلة الموت الأمريكية وكل فنون العدوان وأساليب الغدر والصواريخ المتنوعة الأحجام والأشكال والقنابل العنقودية والقصف المستمر على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والمدن والقرى والجسور والمطارات والمستشفيات والموانئ وصالات العزاء والأعراس... وغيرها من بنك الأهداف الإجرامية، وأيضاً فرض الحصار الجائر والظالم والافتراءات لإثبات أن صنعاء تشكل خطراً داهماً يهدد وجود مملكة الشر والمنطقة والعالم، وأن التصدي لهذا الخطر يستوجب تحالف كوني لقمعه في مهده ومحاصرته وعزله وتقييد سيادته ودفعه في طريق الاضمحلال والتفكك والانحلال الداخلي وإعادة "الشرعية" التي تبيح قتل وتجويع شعبها.
الشرعية الحقيقية هي من أجل حماية حق الشعوب في الوجود وسيادتها، لا استعمارها، وليس من الشرعية أبداً تدمير وتجويع الشعوب والقصف المستمر. هكذا بدا المشهد التراجيدي واستمر الحال إلى يومنا هذا. وبعد مرور 6 سنوات عجاف لم يتحقق هدف من أهداف العدوان، بالرغم من الإعلان المتوحش منذ اللحظات الأولى وبكل صلف المفردات والعبارات ووحشيتها، وبزهو وافتخار المتحدث باسم العدوان بأنه سيدمر اليمن وشعبه خلال أسابيع.
السعودية ناصبت الثورة العداء منذ انطلاقها، لأن الثورة شكلت نواة مشروع اعتراض على هيمنة المشروع الأمريكي في المنطقة، ولأنها جزء من ملحمة النضال الإنساني وكفاح الإنسان المرير من أجل الحرية والانعتاق وضد العدو الأمريكي المتوحش النهاب الذي ينهش لحم العالم ويعمل على تطويعه لخدمة مصالحه، ويحاول تعميم قوانينه ويفرض على العالم أن يضع مصلحة أمريكا في الاعتبار الأول. أمريكا هي المخطط والآمر والمؤيد والداعم للعدوان، وتحاول بكل جبروتها وقوتها الطاغية تركيعنا وإذلالنا وتجويعنا ومصادرة ثرواتنا وأحلامنا الوطنية والثورية والتقدمية بمخططاتها البشعة شكلاً وأكملها مؤامرة وأكثرها فظاعة ودناءة، عدوان شامل لا يقف عند حد، يشمل جميع جوانب الحياة، يستهدف وجودنا وسيادتنا وتخريب بنى وهياكل الدولة وتمزيقنا، وتقييد قدراتنا، وتدمير البلد تدميراً ممنهجاً اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وإعادة صياغته وإنتاجه بحيث تأتي أفعاله مجافية لأهدافه ومصالحه ومتسقة مع مصالح وأهداف العدو.
عدوان يطال كل فرد فينا، يصل إلى بيوتنا، يتغلغل إلى نفوسنا وعقولنا، يطال هويتنا، ويحاول صياغة شكل وجودنا وثقافتنا وأنماط سلوكنا، عدو يريد إخراجنا، بضربة واحدة أو بالتقسيط، المهم إخراجنا من عالم المقاومة والعصر والتقدم الحضاري. ولكن استطعنا بإرادتنا وصمودنا الأسطوري ومقاومتنا الشجاعة وقوة عزم رجال الرجال وصواريخنا المجنحة وطائراتنا المسيرة ضرب العمق السعودي وتهديد اقتصاده في العمق وهزيمته على الحدود ووضع السلم لإنزال ولي العهد القاتل ابن سلمان من أعلى الشجرة وكسر هيبته. انتصاراتنا إذلال يومي وإهانة شخصية مباشرة لابن سلمان، واستهدافنا للعمق السعودي كشف هشاشة وضعف المنظومة العسكرية الهشة للنظام السعودي. استطعنا أن ندير المعارك باقتدار ميدانياً وإعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً.
أرض مأرب تئن وتصرخ وهي محتلة ومبتورة، وكذا تاريخنا وحضارتنا، فلنطلق الصرخة وإلى الأبد لتحرير مأرب قبل فوات الأوان. 

أترك تعليقاً

التعليقات