سقوط النتن وهزيمة العفن العربي
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
سقط الرهان الأكبر للمشروع الأمريكي الإمبريالي الصهيوني في تفكيك قومية القضية الفلسطينية وفتح أبواب الحلول القطرية المنفردة بهدف الإسقاط النهائي لفكرة المصير العربي الإسلامي، مشروع محور المقاومة العربية والإسلامية. سقط ترامب ونتنياهو و"صفقة القرن" والتطبيع وتكريس الهيمنة وتزوير التاريخ، وأصبح الرهان الأكبر (نتنياهو) هو الخاسر الأكبر وانتهت حكومته الأكثر تطرفاً وعنصرية ودموية في تاريخ الكيان الصهيوني، انتهى نتنياهو بعد 12 عاماً وتمت تنحيته وإلى غير رجعة.
العدوان الأخير على غزة وعدد غير قليل من الإخفاقات والأخطاء القاتلة جعلت الخاسر الأكبر (نتنياهو) في مزبلة التاريخ. انتهى نتنياهو بغروره وغطرسته وعنصريته وفساده بعد أن لعب دوراً كبيراً في وصول "إسرائيل" إلى هذا المستوى من الضعف والإذلال والهوان. ولقد نشأت القوة الجبارة لمحور المقاومة وتصنيعها العسكري الذاتي للصواريخ والطائرات المسيرة.
سقط نتنياهو بعد 12 عاما من الجرائم الدموية والعنصرية والكذب والخداع، وهزمت معه الأنظمة العربية المتعفنة والمطبعة مع الكيان الصهيوني وجميع الاتفاقيات المسمومة وتعرت تلك الأنظمة أمام الجماهير العربية في أقطارها المتناثرة.
سقط نتنياهو وجُرد من سلطته الدموية بعد أن تجرد من إنسانيته وقيمه وبعده الإنساني الأخلاقي، وكان همه الوحيد مصلحته الذاتية، ومعياره الأفضل المنفعة الشخصية والعنف والقتل الجماعي والجريمة المنظمة وإخضاع معظم الأنظمة العربية للتطبيع كخطوة صغيرة في مسيرة المشروع الصهيوني الذي يتطلب إنجاحه قبولاً شعبياً بالضرورة وخلق وسيادة "وعي ثقافي مهزوم" يعترف بالهزيمة ويتعايش معها، وهذا يعني خلق مناخات دموية عنيفة تؤدي إلى الاستسلام والتسوية السياسية كحل وخاتمة أبدية للصراع التاريخي.
بعض الأنظمة العربية منذ البداية قبلت بالكيان الصهيوني وأقرت بشرعيته واعترفت له بحدود أمنه وبحقه في اغتصاب الأراضي العربية الفلسطينية، واستغلت تلك الأنظمة كل هزائم الأنظمة العربية لخلق الإحباط المرير في صفوف الجماهير العربية وساعدت في خلق مناخات تؤدي إلى سيادة "وعي ثقافي مهزوم" يقف ضد محور المقاومة ويعمل على تحجيمها وتحويلها إلى مؤسسة سياسية هشة، رافق ذلك عمل ممنهج مدروس يدفع بكل قوى المقاومة نحو مزيد من اليأس والإحباط والشعور بلا جدوى لمقاومة كيان "قوي حضاري" وجيش لا يقهر تدعمه إمبراطورية عظمى وأنظمة إمبريالية غربية.
وقد انطوى هذا العمل الممنهج والمدروس على الإيهام بأن التسوية السياسية، التي هي في جوهرها استسلام مطلق، ستضع حداً للمعاناة الفلسطينية التي طالت واشتدت وستشكل خاتمة سعيدة للصراع التاريخي الطويل. لقد تم إنجاز الكثير من هذا المشروع التسووي على الجانب الفلسطيني وكان إسقاط شعار مركزية القضية الفلسطينية والتركيز على ترويج مقولات ومفاهيم مفخخة مثل "استقلالية القرار الفلسطيني" و"الممثل الشرعي الوحيد" وما إلى ذلك.
إن الرهان الأكبر للمشروع الأمريكي الإمبريالي الصهيوني (نتنياهو) قد سقط وسوف تسقط جميع الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني، والعبرة بسقوط ترامب ونتنياهو وقريباً جداً سقوط الدب الداشر ابن سلمان.

أترك تعليقاً

التعليقات