الوعد والوفاء
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -

صفعة جديدة، وتحدٍّ قوي للكيان السعودي الظالم باستهداف وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات العسكرية وقاعدة الملك سلمان الجوية، ومواقع عسكرية هامة في قلب عاصمة الظلم والطغيان. استهدافات قوية مؤلمة ومهينة للكيان السعودي أجبرت الدب الداشر على ابتلاع تلك الصفعات، وإن ارتكب أية حماقات جديدة ستكون تبعاتها أشد وأنكأ.
هذه الاستهدافات تؤسس لمرحلة جديدة وتحولات جذرية على مستوى الصراع مع العدو الهمجي المتوحش، مرحلة ستشهد تغيير الخارطة السياسية والجغرافية في المنطقة وخطوات استراتيجية هامة والمزيد من الهجمات المستمرة بالصواريخ القادرة على الوصول إلى أي مكان في السعودية حتى مخدع الدب الداشر دون توازنات أو انتظار أي اعتداء وقصف وتدمير، استهدافات متواصلة حتى إيقاف العدوان وفك الحصار، مرحلة تطلق الأسس المعنوية والمادية لتزخيم موازين القوى الطبيعية التي نملكها في مواجهة القوى العسكرية والتكنولوجيا والتقنيات المتطورة التي يملكها العدو ومع غيرها من موازين الصمت والتواطؤ الأممي، وكل المؤيدات السلبية التي أدت وساعدت لتمرير العدوان واستمراره بقوة السلاح والتكنولوجيا، مع العلم بأن من شروط الصراع أنه لا يقوم على الحديد والنار فقط، فثمة ما هو أمضى بكثير من هذا السلاح، قوة نحن نملكها: وحدة البندقية، وحدة يقين الأرض، ووحدة هوية الوطن، ووحدة الغايات والأهداف وعدم انفصام العسكري عن الشعبي، وأيضاً اللحمة العضوية في مقولة الوطن المسلح وفي دروب السلاح كافة، سلاح الهجوم، وسلاح الدفاع، وسلاح الأرض والجبال والوديان، سلاح المؤسسة، سلاح الإرادة، سلاح القرار، سلاح الروح والجسد، وسلاح الحكمة والصبر الاستراتيجي والصمود، وكل سلاح من أجل التحرير وإنهاء الوصاية السعودية والأمريكية من كل الوطن، ومن أجل اليمن الموحد.
 استهداف وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات العسكرية يعتبر عملية نوعية بكل المقاييس العسكرية والسياسية، استهداف مؤسسات أساسية وهامة يستند عليها الكيان السعودي وينفق عليها أعلى وأكبر الموازنات عالمياً، حيث تحتل السعودية المركز الثالث في العالم بعد أمريكا والصين. تلك المؤسسات كانت قلاعاً حصينة وعتية صنعت أسطورة الكيان السعودي، وهي من أسوأ المؤسسات المسؤولة عن صناعة الموت والدمار والتفكك والكوارث والبؤس في العالم العربي والإسلامي، والمسؤولة أيضاً عن تمويل أخطر المشاريع الإرهابية والمؤامرات التي ألحقت دماراً هائلاً بدول وشعوب المنطقة ومن ضمنها اليمن، خدمة لمصالح قوى الاستكبار العالمي وأمريكا التي توجه الإهانات والتحقير للكيان ليل نهار، ومع ذلك يرضخون لإملاءاتها الرخيصة ويتقبلون تصريحات ترامب المهينة والمذلة وتأكيداته المستمرة بأنه لن يحمي الكيان السعودي من أي هجمات أو اعتداء بالرغم من أن الكيان حليف مخلص له وينفق مئات المليارات على ترامب وصقوره، حيث بلغ إنفاق الكيان خلال السنوات الأخيرة 400 مليار دولار. السعودية بالنسبة لترامب شريك تجاري أكثر من شريك استراتيجي. أمريكا لا تحمي إلا مصالحها بالدرجة الأولى وليس مصالح الكيان السعودي. 
الاستهدافات الأخيرة لا تقاس بحجم الانهيار الهائل والدمار ولا بالأضرار المادية والبشرية، بل تقاس بالانهيار الكبير للهيبة السعودية ولتلك المؤسسات الأسطورية التي مكنت الكيان من التحكم بمصير الدول العربية والإسلامية، للقيمة السياسية والعسكرية لقائدة محور الشر السعودية. 
ولم يبق لمملكة الشر سوى طلقة الرحمة، ومؤكد سوف تأتي من شعبنا الذي لا يرى للحياة قيمة أو معنى بوجود ذلك الكيان الظالم. 

أترك تعليقاً

التعليقات