سقطرى قاعدة «إسرائيلية»
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا - 

سقطرى التي تختزن في صدرها عبق التاريخ وزاد الحياة تبحث اليوم بعد انكسار الحياة فيها عن نقطة ضوء وطريق إلى الحرية والكرامة والاستقرار، بعدما أمعن أعداؤها وبعض أبنائها في تقطيع أوصالها وهدم ركائزها التاريخية ومعالمها الأثرية وتجريح وجهها الذي أشرق على اليمن بتفرده طوال عقود مضت. ما يجري الآن في سقطرى من استهداف لكل مقوماتها الوطنية يعتبر ضربة قاسية توجه لسقطرى في دورها وواقعها بهدف تفريغها من أي محتوى وطني وتاريخي وإنساني، وإفقادها ركائز مهمة في موقعها الاستراتيجي وعلاقتها بالمقاومة والتحرير.
سقطرى تعلن دخولها عصر الانحطاط، بعدما أصبحت محطة لاستقبال كل زناة الأرض لتحويلها إلى قاعدة متقدمة لـ"إسرائيل" ومركز أمني استخباراتي مشترك للعدو "الإسرائيلي" والاحتلال الإماراتي ضد محور المقاومة العربية والإسلامية. "إسرائيل" تحولت إلى شريك علني في العدوان. مؤامرات وخيانات تتم بالجملة تارة وبالمفرق تارة أخرى، وأبطالها مكشوفون ومعروفون لدى الجميع. والواضح أن مسلسل تأجير وبيع سقطرى والأخذ بالاتساع لا يجد في طريقه سوى بعض خطب وبيانات استنكار وإدانة، مما يؤكد أن ما تعانيه سقطرى  من داخلها أخطر من الآتي من متآمري الخارج، لا، بل هو الممهد للتآمر الخارجي ومساعد وداعم له وظلم ذوي القربى أشد إيلاماً. 
وبالرغم من كل ذلك هناك قادة وطنيون شرفاء ومنظمات تقاوم الاحتلال والعدوان في جنوبنا الحبيب. هناك من يقرع أجراس الخطر محذراً من اقتراب الكارثة. 
لا أحد يستطيع أن يخفي خوفه على سقطرى إلا أولئك الذين يطعنونها في الصدر والظهر ويرقصون على أشلائها. والخوف على سقطرى هو خوف على اليمن شمالاً وجنوباً، خوف على القضية اليمنية من الشتات والتمزق والضياع، هو خوف أيضاً على محور المقاومة العربية والإسلامية وعلى القضية الفلسطينية، فبمقدار ما تذبل سقطرى أو أي منطقة في اليمن تذبل وتتمزق قضية الشرفاء والمناضلين والمقاومين من أجل الحق في الوطن العربي والإسلامي. 
تتعالى اليوم الصرخات من كل صوب، لأسباب لا تفوت خلفيتها أي لبيب، فإن الأمانة في تحليل الظواهر تستدعي قول الحقيقة لا بعضها، فصحيح أن الفوضى والتسيب والفساد والارتزاق مسيطر وسيد الساحات في جنوبنا الحبيب، ولكن الصحيح أيضاً أن وحل اليوم ما هو إلا نتيجة إهمال الأنظمة السابقة لسقطرى، وأيضاً شراكة "الشرعية" مع العدوان الظالم، هناك تآمر من الداخل لكي تصبح سقطرى المركز الرئيسي الأمني لـ"إسرائيل" والإمارات. لا أحد من مرتزقة العدوان يتنصل من دمها. الكل غرق في التآمر عليها، البعض عن عجز، والبعض عن خوف، والغالبية عن تشف وارتزاق.
 مخطط الاحتلال الإماراتي هو السيطرة المطلقة على سقطرى وإخضاعها لـ"إسرائيل" والمشروع الأمريكي في المنطقة. "إسرائيل" أصبحت الصديق والشريك في المصالح والمصير والهجمة الشرسة والغادرة والتي بانت طلائعها بوضوح حجماً وأهدافاً في الاتفاق بين أبوظبي و"تل أبيب" والتي تستهدف القضية الفلسطينية ومواقع المقاومة. 
أشد الخطوات خطورة هي تلك التي لا سبيل إلى معرفة موضع الخطوة التالية منها، وقد أقدمت الإمارات على خطوة تؤكد كل الدلائل أنها لا تعرف أين ستضع أمريكا في الخطوة التالية موطئ قدمها.  

أترك تعليقاً

التعليقات