خيارنا المقاومة والثورة الدائمة
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -

في الحروب العسكرية والصراعات السياسية والاقتصادية، يبذل كل طرف جهده لإخراج الطرف الآخر وقواته وإمكانياته من المعركة، سواء بتدميرها أو بعزلها. والأمة العربية مرت وتمر بحالة من الصراع الذي يمكن وصفه بأنه صراع مصيري شامل على كافة المستويات مع المشروع الأمريكي، الصهيوني الاستيطاني. وفي ظل هذا الصراع المصيري هناك حقائق بارزة تحاول بعض الأنظمة العربية المتواطئة بذل جهدها لإخفائها وتزوريها، تلك الحقائق هي الهيمنة الأمريكية على قوة عربية أساسية في الصراع وعلى مساحة شاسعة من مناطق القوة والإرادة العربية، قوة مصر، وقوة النفط العربي، إضافة إلى المحاولات المستميتة من خلال المال النفطي ووسائله الإعلامية في تهميش الكتل الجماهيرية العربية وجعلها مجرد كتل بشرية عاجزة ليس على الفعل باتجاه حماية مصيرها فقط، بل وعن وعي هذا المصير المتمثل في السيطرة الأمريكية على الإرادة العربية وثروات الأمة والطاقات الهائلة التي تملكها ومواقعها الاستراتيجية، والتي فتحت شهية الأعداء على مدار التاريخ للسيطرة عليها واستعمارها. هناك محاولات فرض الفكرة المهيمنة على ذهن قيادة المشروع الأمريكي في اللحظة الراهنة، وهي فكرة الامبراطورية الأمريكية.
محور المقاومة العربية وانتصاراته وإنجازاته الكبرى في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وفر الأرضية الصالحة لمنح مشروع الامبراطورية الأمريكية شهادة وفاة، لم تعد أمريكا تحرك العالم كما تريد.
الإنجازات المصيرية التي تحققت في اليمن قلبت المعادلات وموازين القوى، وجعلت المنطقة تدخل منعطفاً جديداً يعزز ويمنح محور المقاومة فرصة الاستقواء بالنصر ويؤكد طموحاتها في تحرير المنطقة والوطن العربي من الهيمنة الأمريكية، ويحدث ثورة دائمة تفجر طاقات المستضعفين. 
اليمن قوة مهمة جداً لمحور المقاومة، القوة التي استطاعت تدمير قلب وعمق المصالح الاستراتيجية للعدو، وأن تحدث تصدعاً عميقاً في مشروع الامبراطورية الأمريكية وعلى كامل المنطقة العربية. وأبرز ذلك التصدع فشل التحالف الكوني وتفككه واهتزازه أمام قوة رجال الرجال. 
العدوان الكوني يواجه مشكلة بنيوية لا علاج لها، يواجه مشكلة صناعة القرار وصياغة سياسته؛ بينما محور المقاومة يمتلك كل أسباب القوة والانتصارات، يملك زمام المبادرة والهجوم والتوجه الجاد نحو البعد النوعي والتكنولوجي وتصنيع الأسلحة الحديثة والمتقدمة لردم الهوة مع العدو، وتنوع الخبرات والقدرات والإمكانيات التسليحية، وأيضاً القدرة الفائقة على تعبئة الطاقات البشرية والمرونة العمليانية في ميدان القتال وإمكانيات غير محدودة في إرباك تكتيكات العدو، يضاف إلى كل ذلك عمق الإدراك بعدالة القضية التي توفر روح التأهب والاستعداد لقتال يتسم بالبطولة والاستعداد العالي للتضحية، وما من خيار آخر أمامنا غير المقاومة والثورة الدائمة، فإذا كان الاسترقاق والعبودية يصحان على نوعية من الناس وبالدرجة الأولى تلك التي تفتقر إلى روح الثورة والإقدام أو تقبل العيش في ظل انحطاط قيمها، أو في ظل الهيمنة الأمريكية والتأمرك، فلا بد وأن يصطدم ذلك اصطداماً صارخاً ومدوياً مع نوعيتنا.

أترك تعليقاً

التعليقات