كيان اصطناعي
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا - 

ما لم تدركه تلك الأسرة الطاغية التي أخذت اسمها من جدها الأكبر سعود، الذي كان يقود عصابات إجرامية دموية، قطعاناً متعطشة للقتل والنهب والسلب والاعتداء على حقوق القبائل الأخرى المسالمة في نجد والحجاز وترويعهم ونشر الذعر والخوف في صفوفهم لحملهم على الرضوخ لمطالبه، تلك العصابة التي ارتكبت أفظع مجزرة بحق الحجاج اليمنيين في تنومة، أسرة صنعتها التوازنات الدولية والمصالح الكبرى والتحالفات الإمبريالية، أن تلك التحالفات سوف تتخلى عنها أيضاً وتتركها لرجال الرجال وغنيمة للشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية وللهجمات الصاروخية والطيران المسير، تتركها تذهب أدراج الرياح مع الشيطان عندما تنتهي مصالحها وتجف موارد البقرة الحلوب الاقتصادية وإيراداتها البترولية، وهو المصدر الوحيد للأسرة الطاغية، لا تصنيع، ولا تصدير، ولا زراعة، ولا مشاريع اقتصادية أو تنموية، فجوات واسعة في هيكلية الكيان الإجرامي الدموي والتي ظهرت نتوءاتها وفراغاتها الغائرة بعد العدوان على اليمن.
همّ الأسرة الطاغية الأول والأخير جباية الضرائب واستغلال عائدات البترول، ليتقاسمها الملك وأسرته وحاشيته وينفقوها على الملذات وحياكة المؤامرات والدسائس في قصور الحريم التي صارت تدار منها دفة الحكم، مما جعل المملكة تدخل في طور التحلل والانحطاط والانهيار السياسي والعسكري والإداري والأخلاقي، بسبب تفسخها الداخلي والانقسامات الحادة والصراع على السلطة بين أفراد الأسرة الطاغية، وتآكل اقتصادها وضعف قوتها العسكرية التي تنتقل من فشل إلى آخر، وشغف المملكة بالتسلح، حيث سقطت في فخ الديون، المدبر من قبل الدول الإمبريالية وإنفاقها المبالغ الطائلة على التقنيات والابتكارات العسكرية الفاشلة وشراء ما يلزم وما لا يلزم من العتاد العسكري الذي لا تجيد استخدامه، وثبت ذلك خلال عدوانها على اليمن وهو آخر اعتداء لها ونهايتها الحتمية المؤكدة في اليمن، فاليمن كتب عليها وقدرها أن تكون مقبرة للغزاة والطغاة، ولم تكن أبداً مزرعة خاصة وتابعة لكيان منحل وعميل وحاقد على الشعب اليمني وأداة لأعداء الأمة العربية والإسلامية، لكيان ضعيف متهالك يُقاد بدون ترتيب لأي هدف كان، المهم أن يحافظ الدب الداشر على العرش خدمة لمصالح أمريكا والغرب و"إسرائيل".
ما لم تدركه تلك الأسرة الطاغية أن اليمن لن تكون بحال من الأحوال رقعة جغرافية وسياسية واقتصادية تضاف إلى أملاكها، ومنعزلة عن خارطة محور المقاومة وعن التطورات المذهلة في العالم، رقعة تغشاها الأوبئة وتنهشها الفتن والمجاعة.
ما لم تدركه تلك الأسرة الباغية أن مملكتها الشريرة بدأت تهرم وتنهار تدريجياً، خاصة بعد عدوانها الغاشم على اليمن، والذي كان العامل الأساسي في اهتزاز أعمدة كيانها وإفلاسها المادي والمعنوي، وجعل الانهيار يلاحقها في جوهر قوتها الاقتصادية والعسكرية والأسرية، في جوهر روحها الآخذة بالذبول والتقهقر والانكفاء، وجعلها تئن تحت وطأة الضربات الموجعة للجيش واللجان والصواريخ المجنحة والطيران المسير، تحت وطأة أزماتها المتلاحقة وتمويلها للإرهاب والقتلة في عدة جبهات. ليس هناك جانب مضيء في تاريخها، وحاضرها معتم، ومستقبلها تحت رحمة الجيش واللجان، وانهيارها الحتمي مسألة وقت وبات محسوماً، حيث أصبحت الأسرة الطاغية بلا قوة اقتصادية بترولية أساس وجودها، وجيشها ضعيف بلا عقيدة قتالية يحارب طواحين الهواء بلا هيبة، بلا تماسك داخلي، بلا أفق مستقبلي. كل ما فيها يشير إلى انكفائها، ويخيم عليها قنوط عميق وشامل، وإذلال وخضوع لأول مرة في تاريخ طغيانها وجبروتها.

أترك تعليقاً

التعليقات