انتصر الدم على السيف
 

طاهر علوان

طاهر الزريقي / #لا_ميديا -

بدأت أمريكا وإسرائيل عقب حرب الخليج الثانية عام 1991م، بتصنيف إيران في المرتبة الأولى كقوة رئيسية تهدد مصالحهما وأمنهما بالمنطقة، وأيضاً السعودية ودول مشيخات الخليج تصنف إيران العدو الرئيسي، وليس أمريكا وإسرائيل من يهدد أمن الأمة العربية واستقرارها وثرواتها، وقد أعطت تلك السياسة الاستعمارية اهتماماً وتركيزاً بارزاً لما وصفته برغبة إيران في أن تصبح ليس فقط قوة إقليمية، بل القوة الإقليمية الرئيسية في المنطقة، وإعطاء عناية واضحة واهتمام أكبر بالمسعى الإيراني الجاد والمبدئي الداعم لمحور المقاومة المعادي للمشروع الأمريكي. إيران زودت المقاومة العربية بكل الإمكانيات العسكرية والمادية بشكل عام، حيث تفاجأ العالم حين استهدفت المقاومة الفلسطينية مدينة بئر السبع، وأيضاً عام 1912 م وعام 1914م ضربت المقاومة الفلسطينية تل أبيب بصواريخ "فجر" الإيرانية، ولولا الدعم الإيراني لما تمكنت المقاومة الفلسطينية من امتلاك تلك القدرات والإمكانيات العسكرية بعد أن تخلت عنها الأمة العربية.
هناك محاولات لتغييب وتشويه وعي الأمة، وبالرغم من ذلك فإن الشعوب العربية باتت تعرف أصدقاءها جيداً، وأعداءها جيداً، والقدس هي البوصلة، ومن يفرط بالقدس ويقف مع صفقة القرن هو في صف الأعداء هناك من يراهن على بيع القدس للحفاظ على نظامه وعرشه، وأيضاً هناك الاستعداد لمحور المقاومة في أن تكون وقوداً لإسقاط صفقة القرن. إيران هي الدولة الوحيدة التي تدعم محور المقاومة العربية وأيضاً القضية الفلسطينية، ولا يمكن أن نفصل بين القضية الفلسطينية وإيران، وهي تدفع ثمن هذا الدعم من خلال الحصار المفروض عليها من أمريكا ودول إمبريالية أخرى، إيران لا تفرض أي شروط مقابل دعمها، ولا يهمها الجانب المذهبي، الإيرانيون يدعمون السنة والشيعة، ولا يسعون إلى تشييع أهل السنة.
لقد كان الشهيد قاسم سليماني رأس الحربة العسكرية لدعم المقاومة، وأيضاً شارك مشاركة ميدانية في أغلب المحاور القتالية، وفلسطين الحاضر الأول في نضاله وفي وداعه أيضاً، وكان له الفضل الكبير في دعم حزب الله، وتشكيل الحشد الشعبي العراقي، وفي الدعم والمشاركة الفعلية في الدفاع عن سوريا ضد العدوان الكوني، والرقم الصعب في القضاء على "داعش" بكل تفرعاتها الإرهابية، لذلك اختارت أمريكا تصفية سليماني ومن معه من المجاهدين الشرفاء أبو مهدي المهندس ورفقائهم، فقد تعمدت أمريكا بعمليتها الإرهابية النيل من محور المقاومة بأكمله، وبأن يحصل ضعف وتراجع في محور المقاومة، أمريكا وإسرائيل تعتبر سليماني أخطر رجل على وجودهما ومصالحهما في المنطقة، سوف تدفع أمريكا الثمن، وستهتز أركان من تجرأ على سفك دماء الشهداء، وسيكون الثأر قوياً لتعلم أمريكا الشر والبلطجة أن ما ارتكبته من حماقة ستندم عليها، ولن تضيع دماء شهدائنا هباء، أمريكا ستخرج من العراق مهزومة ومن كل المنطقة، وإزالة الوجود الأمريكي من المنطقة سقف محور المقاومة، إيران أحرزت أول انتصار على أمريكا دون أن تطلق رصاصة واحدة عن طريق البرلمان العراقي الذي رفع الغطاء عن الوجود العسكري الأمريكي في العراق، وأن حوالي 6 آلاف جندي أمريكي أصبحوا في حكم الرهائن، رد إيران سيكون قوياً حتى يعلم العالم بأسره أن إيران تقول وتفعل وتنتقم لكل شرفاء المقاومة والمجاهدين حتى ولو كان الخصم امبراطورية عظمى مثل أمريكا، إيران بدأت الخطوة الأولى في الانتقام لدماء اللواء سليماني ورفاقه، وأثبتت أنها دولة مؤسسات وتحسب حساباتها جيداً وتتخذ قراراتها بعناية وبمشاركة كل الدوائر والأجهزة المختصة، لقد بدأ انتصار الدم على السيف أولاً بعشرات الصواريخ قبل أن يوارى الشهداء في الثرى، اختيار الهدف وحجم الأضرار يحملان دلالات سياسية، وأيضاً دليلاً على القدرات القتالية العسكرية الإيرانية، والدليل الأقوى هو انتصار الدم على السيف.

أترك تعليقاً

التعليقات