أمريكا.. الكارثة الكبرى
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
كل مآسي وكوارث الكون الكبرى يمكن إرجاعها إلى تاريخ الإمبراطورية الإمريكية الظالمة، وكل خيبة أمل الإنسانية وفقرها وظلمها واستغلالها وترتيبات استعمارها وقمعها وضياع مستقبلها وفقدان حقوقها الإنسانية المشروعة أصبحت من اختصاص النظام العالمي الجديد وفي مزبلة العولمة.
كل القضايا المتصدعة والآيلة للسقوط والفشل، من فكرة العدوان والحصار والمحاولات القاصرة لقصف ميناء الحديدة، الشريان الوحيد لحياة الشعب اليمني، وأفظع مآسي التجزئة والحروب الأهلية والإرهاب وإسقاط الأنظمة المقاومة بالتآكل الداخلي والفساد والمؤامرات والمصير المشؤوم والحياة التائهة والتسكعات المملة، وتحويل الفرد إلى جاهل يحمل فكرة البعد الواحد وسيطرة القطب الواحد، وتحويل شعوب العالم إلى أرقام في حسابات الرأسمالية، وأدوات في ترسانات قوى الاحتكارات العالمية وداخل هذا الكيان المصطنع والمتهالك والذي يتم فرضه بالقوة وتحت ضباب الدعايات والتضليل الإعلامي المتدفق من جانب واحد وتحت شعارات وأوهام النظام العالمي الجديد العولمة، ونهاية التاريخ ونهاية الإنسان والركود الأممي والعفونة والبكتيريا والتفلسف بمنطق نهايات التاريخ بالزمن الأمريكي...
هذا الزمن الذي لم يعد تنطلي إمبرياليته على أحد إلا على أولئك الذين جعلوا من التأمرك خيارهـم الأوحـــــــــد، واعتمدوا على أخلاقيات الغير وعلى حميتهم المشبوهة، يعيشــــون على أوهامهم بـ«عظمة أمريكا»، دون أن يعوا حقيقة أن سيدهم هذا قد أعد لنفسه برنامج فنائه الذاتي وفناء تبعيتهم لهذا البرنامج قبله وليس بعده.
أما الذين أرادوا تأسيس ممانعة حضارية ومقاومة ضد الذوبان في بحر الظلمات فإنهم يواجهون الحملات العدائية ومخاطر المواجهة مع أمريكا والمتأمركين ومجموعة الابتهال بالعصر الأمريكي. وبالرغم من كل ذلك لن تصمت الأجراس، ولن تتوقف المقاومة، لأن الصراع القائم مواجهة بين قطارين: قطار الموت، وقطار الحياة.
نحن محور المقاومة العربية الإسلامية نقود قطار الحياة إلى أن نتمكن من إزاحة قطار الموت عن خطه المرسوم ومحطاته الكثيرة، حيث المجال التاريخي في احتكار نفوذ الأثرياء يرسخون تدريجياً فكرة اغتصابهم للثروة ووسائل الإنتاج وقوة الإنسان، يمارسون نوعاً جديداً من تحطيم الإرادات، حيث أفق المستقبل وشروطه ينكمشان، وحيث لا يتلألأ الضمير إلا للحظة ثم يغور ليضيع في عبث المصالح والسلطة والنسيان، حيث يفرض علينا قفص الحصار بأسلاك سعودية إماراتية.
هذا الوطن لن يذبح، رغم كل ما يفعله من يريد أن يحول التاريخ إلى مغامرة كما يفعل الآن الدب الداشر، أو يحول الجغرافيا إلى مستعمرات كما يفعل الرخو محمد بن زايد.

أترك تعليقاً

التعليقات