الجيش واللجان شموخ الوطن وكبرياؤه
 

طاهر علوان

عقولنا، وأرواحنا، ونبضات قلوبنا في الجبهات، وعلى الحدود، مع جنودنا في الجيش واللجان، مع الذين يقدمون أغلى الأثمان، وقمة العطاء الوطني، والفعل الإنساني - الروح والدم - للدفاع عن أرضنا وكرامتنا، من أدهش العالم بالملاحم البطولية العظيمة، والصمود والتصدي الأسطوري لجحافل العدوان الهمجي السعودي، من يصنع لحظات الانتصارات الحاسمة في كل الجبهات وعلى الحدود، من يجعل العدو يعيش تداعيات الإحباطات والفشل الذريع في كل المواجهات، من قزم العدو وجعله مذلاً مهاناً، من جعل النصر تلو النصر بعد الله حليفنا، قامات شامخة بكبرياء الأرواح العظيمة الحافلة بالعطاء والفداء، والمحصنة بالوفاء والانتماء، وحب الوطن، أنتم شموخ الوطن وكبرياؤه وعزته، أنتم فخرنا ومجدنا وتاج رؤوسنا، والأنجم المضيئة في سجلاتنا، والقمم الشامخة والراسخة رسوخ جبالنا شمسان، مران، عيبان، من رفع هاماتنا، بكم يبنى مجد الأوطان والحياة الكريمة، وتحرير الإنسان من العبودية، بكم تنتصر إراداتنا، وطموحاتنا، وتطلعاتنا. 
قلوبنا، وعقولنا مع من يقدم التضحيات، وذروة الفعل الإنساني التضحية بالروح لحماية وصيانة الوطن وحريته ومكتسباته، للذود عن سيادته، مع الذين يؤمنون إيماناً راسخاً بأن الوطن لن يتحرر إلا بتلك التضحيات، وسط تعاظم التحديات المصيرية، والاختراقات السيادية، وحجم العدوان وضراوته، ومخاطره، وأهدافه الاستراتيجية، التبعية المطلقة، الخضوع، الاستكانة، التركيع، فرض التجزئة، التشرذم، والهيمنة.
بصمودكم وإرادتكم (بمعادلة الردع) توشكا، القاهر، زلزال، والبركان، استطعتم سحب البساط من تحت أقدام العدو، وكافة محاولاته لضبط الوضع لصالحه فشلت وتلاشت في جميع الجبهات والمحاور، برغم كل وسائل الدعم والمساندة الدولية، والتحالفات الإرهابية، لم تكتمل معادلتهم الخائبة والظالمة (معادلة الموت والدمار) الطاردة للحياة، لغياب البيئة الحاضنة، والقضية العادلة، كل الأبواب موصدة أمام المعتدي الجائر لتحقيق أي نصر أو تقدم.
بقوة وصلابة إرادتكم على الانتصار أسقطت جميع الأهداف الاستراتيجية، والمخططات الأممية، ومنع العدو من فرض شروطه عن طريق المفاوضات والمبادرات، ومنع أية محاولة لنسف وتفتيت الوحدة الوطنية وتلاحمنا من قبل الإرهاب الدولي الأمريكي بإمكانياته الهائلة والضخمة، وتسخيره لكافة التقنيات الحديثة، والمتطورة، والطاقات، والموارد، وضخها لتحقيق أقصى درجات الدمار المادي، وأقسى أنواع الآلام، والنكبات الإنسانية التي تصيب الأبرياء والعزل. 
لم يتعلموا شيئاً من التاريخ بأن استعباد الشعب اليمني مسألة مستحيلة حتى بالثمن الباهظ الذي يدفعونه من إنسانيتهم، بقصفهم الوحشي، وتدميرهم البربري، والتكرار الممل لعمليات القمع اليومي للبشر والحجر ولكل مقومات الحياة.
بصمودكم وإرادتكم أسقطت جميع وصفات القمع الدموي البربري، وانتصرت إرادة الشعب اليمني، وحقه في الحياة الكريمة، وصياغة مشروعه، ومصيره، ومستقبله، والخروج إلى رحاب الوحدة الوطنية، والتحرر، والديمقراطية، والعدالة، والتنمية المستقلة، والانتماء إلى الذات، ولا قيمة للحياة إذا امتهنت الحرية، وأهدرت كرامة الإنسان في وطنه، والأمة التي تقبل الظلم والذل، تستحق معاملة العبيد.

أترك تعليقاً

التعليقات