أمريكا تستهدف أدواتها
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -

مملكة الشر السعودية أداة أمريكا المدللة سابقاً، في أوضاع حرجة إن لم تكن أول الاستهدافات الأمريكية، وابتزازات إدارة بايدن وغزواتها الجديدة بعد أن انتهت فترة ابتزاز ترامب، يتغير رؤساء أمريكا ويظل الابتزاز قائماً للبقرة الحلوب، إذ فتحت إدارة بايدن جميع الملفات المتعلقة بجرائم وحشية للكيان السعودي من عدوان وحصار وقتل المدنيين والأطفال في اليمن وتجميد دعمها العسكري والدعوة إلى وقف العدوان وإدانة القمع وحقوق الإنسان وإعادة فتح ملف مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
كل ذلك يشير إلى مساعي إدارة بايدن لحلب المزيد من أموال الكيان السعودي، إضافة إلى التصريحات المتكررة بإعادة تقييم العلاقات مع الكيان السعودي، وعدم وجود خطط لدى إدارة بايدن بالاتصال بولي العهد السعودي وخطاب واشنطن المتميز بنهج الازدراء والإدانة للسعودية، ولم يعد هناك أصدقاء للسعودية في واشنطن بعد أن كانت العلاقات والتبعية لأمريكا سمناً وعسلاً.
وكانت الرياض تجسد الأداة الأولى والأكثر فاعلية وتقارباً وتعاطفاً في المنطقة، لدرجة أن الإعلام الغربي والأمريكي تحديداً نادراً ما تعرض للشؤون الداخلية السعودية، واشنطن تركز اهتماماتها فقط على الشأن الاقتصادي.
السعودية تمر في ظروف هي الأكثر حرجاً منذ قيام حكم أسرة بني سعود، فقد تخلى عنها جميع الحلفاء من العرب والغربيين والمنظمات الحقوقية والبرلمانات الأوروبية، وتعاني من هزيمة عسكرية وسياسية واقتصادية وإنسانية وإعلامية ودبلوماسية.
لقد حقق الدب الداشر محمد بن سلمان بغبائه وتهوره وطيشه ما عجزت عن تحقيقه كل الأنظمة العربية التقدمية منذ عهد عبدالناصر في قلب موازين القوى والتحالفات العربية والغربية والأمريكية إلى شبه عداوة، وتصاعد الخلافات يوماً بعد يوم، وقد تأخذ طريقها إلى المزيد من التدهور خلال الفترة القادمة، والتبعية التي ربطت الرياض بواشنطن تبدلت، والمواقف انقلبت، والغزل الذي استمر لعقود طويلة بين واشنطن والرياض تحول إلى جفاء، وفي أحياناً كثيرة إلى كراهية، ولم تتوان واشنطن عن اتهام السعودية بالتخلف، وقمع الحريات، والعدوان، ومصدر الشر في المنطقة، وأساس الأوجاع والانتكاسات الأمريكية الراهنة.
العلاقة بين أمريكا والسعودية ستكون في حالة مزرية إذا نفذت إدارة بايدن تهديداتها وانقلبت التصريحات والأقوال إلى أفعال، كل ذلك سيقلب العلاقة والمفاهيم رأساً على عقب وستضع الكيانات الكرتونية التابعة لأمريكا أمام استحقاقات جديدة، لم تكن قد استعدت لها.
أمريكا لا تهتم بتلك الأدوات الدنيئة والقذرة فهي موجودة في كل الأحوال في سلتها المهملة، ما يهمها تثبيت نفسها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعادة اعتبارها كإمبراطورية عظمى، وأما ما يخص الادعاءات والدفاع عن الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان وحرية الصحافة ووقف العدوان، كل تلك الكوارث سببها تأييد أمريكا للنظام السعودي الاستبدادي، والاتهامات والتصريحات والخزعبلات والتهديدات للدب الداشر ابن سلمان ليس هذياناً سياسياً على الطريقة الأمريكية، وإنما بداية للشوط الثاني من الابتزازات للبقرة الحلوب، ومنها اعتبار إدارة بايدن عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي بأنها جريمة مروعة.
أليس قتل المدنيين والأطفال في اليمن جرائم مروعة أيضا؟! لكن في الحقيقة ما يشغل الأمريكي ليس الوضع الإنساني في اليمن كما يدعي، وإنما ابتزاز البقرة الحلوب.

أترك تعليقاً

التعليقات