أهمية العمل السياسي والدبلوماسي
 

طاهر علوان

العدوان الوحشي الغاشم على بلادنا وشعبنا، والحصار الخانق من الجهات الأربع، لايزال على ضراوته واستماتته يوماً بعد يوم من أجل تحقيق النصر المستحيل، ولو بشكل جزئي في أي محور أو أية جبهة، وخلال الفترات السابقة لم يستطع العدو أن يحقق أي تقدم برغم الإمكانيات المؤهلة، انتصاراتنا مستمرة وعلى جميع الجبهات والمحاور الرئيسية، ولابد من تعزيز تلك الانتصارات بالعمل السياسي والدبلوماسي الدولي بكل ما نملك من سلاح الوعي واليقظة، سلاح الكلمة، وكل ما نملك من قدرات وإمكانيات. 
إن حاجتنا إلى العمل السياسي على النطاق الدولي لا تقل عن حاجتنا إلى تدعيم قوانا العسكرية وحشد جماهير شعبنا للمعركة المقدسة، فكلاهما يكمل الآخر ويدعمه، شعبنا لديه القوة، ويزداد صلابة ولحمة، وإرادته على الانتصار تزداد ثباتاً، ومقدرته على القتال بكل أشكال الأسلحة المادية والمعنوية تتأكد وتؤتي آثارها الحاسمة، من حقنا أن نضع تلك الحقائق في اعتبارنا، وأن نستمد منها المزيد من التفاؤل والثقة بالمستقبل القادم بالانتصارات النهائية والمؤكدة. 
الانتصارات والتفوق العسكري لا بد أن يُدعم بالعمل السياسي والتحرك الدبلوماسي على نطاق دولي وفي مختلف العواصم، ولكي يكون العمل السياسي عملاً فعالاً يواكب الأحداث ويؤثر فيها، يجب ألَّا يكون مجرد تحرك إيجابي فقط، بل أن يكون في الأساس عملاً مستنيراً يستند إلى العلم والتحليل الواقعي للظروف التي يعمل فيها، والقوى التي يواجهها، والتناقضات التي يمكنه ويجب عليه أن يؤسس نفسه عليها، فإن الدراسة الوافية والتحليل المحدد لظروف كل بلد وكل قوة عالمية ومصالحها، هي وحدها الكفيلة بتبيان إمكانية أو عدم إمكانية تحقيق هذ الهدف، ولا يجدر بالعمل السياسي بأية حال من الأحوال أن يحدد له هدفاً بعزل العدو عن قوة ما، ما لم توضح الدراسة والتحليل أن الهدف سيكون تطوراً منطقياً للعلاقة بين القوتين، ولا نحتاج سوى للجهد والدراسة حتى تتحول الإمكانية إلى واقع، وبدونه سيتخبط العمل السياسي في الظلمة، وسيلهث وراء الأوهام، ولن يكون الهدف سوى سراب خادع. 
الهدف الواضح والمحدد والذي لا لبس فيه للعمل السياسي والدبلوماسي على النطاق الدولي وفي الظروف الحالية، هو السعي للاعتراف بحكومة الإنقاذ الوطني، ودعمها بكل الإمكانيات المادية والمعنوية، وشرعيتها الدولية المستمد من الشرعية الوطنية للجماهير المليونية التي احتشدت بميدان السبعين دعماً وتأييداً ومباركة للوفاق الوطني. 
حاجتنا ماسة للمزيد من الجهد المتواصل الداعي لإبراز الوجه التحرري لقضيتنا، والالتزام بالحرية والإيمان العميق بها، والاستعداد الكامل للدفاع عنها، كما يعني في الوقت ذاته التزاماً بقيم العدالة بكل معانيها، وقيم الإخاء الإنساني الرحيب، قيم الصدق وشجاعة الصدق، قيم الانتصار للمستضعفين والعمل على رفع الظلم، قيم التسامح والصلابة في الدفاع عن الحق والخروج من ظلام المراحل السابقة، مراحل الهيمنة والخضوع، والتقدم بخطى فسيحة وواثقة نحو انتزاع حريتنا كاملة غير منقوصة من قبضة قوى الشر والاستغلال، قوى العدوان والجور والتفرقة. 
صراعنا مع العدو الوحشي الغاشم، مع الأسرة السعودية الباغية المتجبرة، صراع وجود وليس صراع حدود، وهو في الأساس صراع ضد الاستعمار الجديد والهيمنة بكل أشكاله وتفرعاته، صراع من أجل الحرية والتنمية الاقتصادية وبناء مجتمع أساسه العدل والإيمان والتعاون وتحقيق الرخاء والسلام في العالم وإثراء الحضارة الإنسانية.
هناك إمكانية حقيقية أمام العمل السياسي، بدأت بزيارة وفد أنصار الله للصين وروسيا، وحققت نجاحات وتواجداً سياسياً، المهم إدراكنا لأهمية العمل السياسي، ورسم سياسة صحيحة لتحويل الإمكانيات إلى وقائع، والاقتراب من الدول والقوى المناهضة للاستعمار والاستغلال والسيطرة والخضوع لقوى الشر الأمريكية-السعودية، ومحاولة عزل العدو بإمكانياته وإعلامه وقدراته على شراء الذمم بالمال الحرام والنفط الملوث.  

أترك تعليقاً

التعليقات