عزل ابن سلمان وسقوط المملكة
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي  / لا ميديا -

مملكة الشر السعودية المسكونة بالعدوان والحروب الدائمة والقتل والدمار تعيش الآن في دوامة عنيفة قاتلة وظروف بالغة التعقيد بعد أن تلقت ضربات موجعة وقاصمة بسقوط معسكر ماس الاستراتيجي آخر خطوطها الأمامية، وأيضاً باستهداف منشأة توزيع بترولية لأرامكو في جدة بصاروخ "قدس 2" الذي أصاب هدفه بدقة بالغة، وأصبحت قدمها راسخة في طريق الاستسلام باقتراب رجال الرجال من بوابة مدينة مأرب لتحريرها وإعادتها إلى حضن الجغرافيا الوطنية. تلك الانتصارات المتلاحقة لم تترك لمملكة الشر هامشاً للمناورة والتسريبات الإعلامية والتصريحات العقيمة لابن سلمان وما ينطوي عليها من هشاشة وسماجة معادية للحقيقة والواقع والعقل، ومحاولته استغباء ذكاء الآخرين بالنباهات الديناصورية التي ولى عهدها منذ أمد بعيد جداً للإفلات من الهزائم المؤكدة. ابن سلمان يريد أن يمد جسوراً مستقبلية بمنطقة عازلة على طول الحدود اليمنية لتشكل له ولمملكته معبراً آمناً راسخاً وحبل نجاة ينقذه من إخفاقاته وإحباطاته وهزائمه وفشله على جميع المستويات العسكرية والسياسية. 
لا عزل ولا ملاذ آمناً على وجه الأرض من زحف رجال الرجال، ومصيرك محتوم ومحسوم، ومثواك الأخير سيكون في مستنقع العدوان. لا عزل ولا أمان لمن قتل أطفالنا، فلذات أكبادنا، واغتال البراءة في مهدها، وجعل اليمن تتمزق شمالاً وجنوباً وتعيش حمامات دماء راح ضحيتها مئات الآلاف دون ذنب اقترفوه. نحن أمام حالة كارثية فريدة من الجرائم والمجازر البشعة التي ترتكب بشكل يومي ودم بارد ضد الأبرياء والمدنيين دون وازع ديني أو أخلاقي أو ضمير إنساني. لا بد من اقتلاع تلك المملكة الطاغية من جذورها واستئصال وتصفية الشكل الأرقى لنموذج الإجرام والعنف والعدوان والإرهاب، وتحقيق العدالة الإنسانية. لا بد من الحل السريع لتلك اللعنة الأبدية وللكيانات الهزيلة والمتربصين للانقضاض علينا متى جاءت الفرصة بمناطق عازلة أو بدونها.
تصريحات ابن سلمان تأتي في الوقت الضائع ومحدودية الخيارات وسقوط ترامب الداعم القوي لمشاريعه وطموحه بالصعود إلى عرش المملكة، وتكشف عن تحولات نسبية وظاهرة بالمواقف والرغبة في التهدئة وفتح أبواب التفاوض والتركيز على عملية السلام وضخ دماء جديدة في اتجاه التسوية بعد كل الإخفاقات والانكسارات والهزائم التي تحققت بقوة وصمود رجال الرجال، ولم يعد هناك في هذه المرحلة الحاسمة والفاصلة والأخيرة من الصراع الدموي مع عدو عبثي متخلف بسياسته المغامرة والعدمية إلا على رجال الرجال، وأيضاً على إدراكنا وفهمنا جميعاً أن الوطن كل الوطن ينزف دماً بينما تتلهى تلك المشيخات الخليجية الكرتونية بمناظر الخراب والدمار الذي يشمل بعباءته السوداء جميع المدن اليمنية شمالاً وجنوباً، وليس هناك خيار سوى ثقافة المقاومة ومعرفة العدو الحقيقي وعدم استبداله بعدو وهمي كما يريدون، وتثبيت المشروع المتماسك والذي يجمع كل الأطياف الوطنية الشريفة لبناء الوطن والدولة والمجتمع، وليس "الشرعية" الوهمية والنفاق السياسي والفساد واستبدال الأسماء والأدوار. آن الأوان للتعامل مع تلك الظواهر المتجذرة والمتأصلة والمعيقة لتطورنا والتي يستغلها العدو ويتخذها واجهة لدعم مخططاته ومشاريعه العدوانية. هناك مجموعة من القضايا المصيرية المتصلة بتأمين الجبهة الداخلية واستقرارها مادياً ومعنوياً، وأهمها صرف الرواتب. كل تلك القضايا والهموم تتطلب قرارات حاسمة وبعد نظر ورؤية ثاقبة، وليس التعامل معها بنصف عقل ونصف قلب، لكي لا نكتشف بعد فوت الأوان أننا كنا مادة متآكلة مترهلة منخورة من الداخل وبدون قوة مقاومة وبدون سند للمواجهة. لا بد من الاهتمام بالقضايا التي تثقل كاهل المواطن وتدمر الاقتصاد والمجتمع والوطن الثوري الصلب والصامد والمجاهد.  

أترك تعليقاً

التعليقات