أمريكا عدوة السلام والإنسانية
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
العالم يعيش أحداثاً مأساوية، دموية، إرهابية في عصر "السلام" الأمريكي برأنا الله من سلامها ووقانا شرها. أمريكا أفرغت السلام من محتواه ومضمونه الإنساني واجتثت روح العدالة من كيانها، وأجبرت الدول الأوروبية التي تدعي السلام وحقوق الإنسان وحرية الشعوب والديمقراطية والحضارة والإنسانية على الصمت القاتل عن مآسي الشعوب التي تقتل وتقصف بشكل يومي، تحاصر وتجوع وتشرد وتمزق من أجل حقوقها الإنسانية وحريتها وسيادتها والدفاع عن وجودها أمام النظام الأقوى والأشرس والأوحد، نظام يدعي لنفسه إنقاذ العالم ولو بالوسائل الدموية الإجرامية والإبادة الجماعية، إبادة نصف الكرة الأرضية، إبادة شعوب بكاملها مثل ما حصل للهنود الحمر من إبادة منهجية، وأيضاً تدمير مدن بكاملها مع سكانها مثل هيروشيما ونجازاكي.
أمريكا تدعو إلى سلام يهدف احتياز أمة بكاملها داخل فكرتها المتوحشة، فكرة تدميرها وتفتيتها وتلفها وجعلها تنزلق إلى حروب أهلية، أمريكا تدعي السلام والديمقراطية والعدالة وهي في حقيقة الأمر آلة للقتل والإبادة واتساع الفوضى المدمرة لكل القيم والتشريعات، هي الجريمة المنظمة، وتبييض الأموال، وتهريب المخدرات، وتجارة الأسلحة، والدعارة، هذه الجرائم والمآثم والمنغصات الإنسانية والأعمال المحرمة في كل الأديان والقواعد القانونية والتشريعات السماوية والمبادئ الأخلاقية ترتكبها أمريكا يومياً باسم القانون الدولي وحرمته، باسم الشريعة الدولية.
أمريكا جعلت هذا القرن يوصف بالانحطاط الإنساني والأخلاقي، وفي عصرها السلام والعدالة يعيشان في غربة، أمريكا ترفض السلام العادل تريد سلاماً يحمي هيمنتها ومصالحها، يحمي أدواتها، يحمي "إسرائيل"، سلاماً على مقاس سيطرتها على ثروات العالم ونفطه وموقعه الاستراتيجي، وبقاء سيطرة "إسرائيل" بجيشها الذي لا يقهر، ترفض السلام العادل لكل دولة مقاومة لمشروعها وهيمنتها، ترفض فكرة التمرد على نظام العولمة والتمسك بالوطنية والقومية والأممية وبحرية الأوطان وكرامة الإنسان وبالرصيد الثوري وكل الأشياء الجوهرية التي لها علاقة بتقريب يوم الواقعة على رؤوس الذين ضلوا سبيل حرية الإنسان والسلام الأممي ونظافة الروح والطبيعة.
أمريكا سحقت تلك الطموحات الثورية في المهد قبل أن تهدد خطورتها ثروات جنتها بعد انغماس طويل بالدم، السلام لا محل له من الإعراب في زمن إمبراطورية الكاوبوي و"رامبو" و"جيمس بوند"، زمن أيديولوجية العنف والقتل الجماعي، زمن العولمة وأوكار الـ(C.I.A).
والويل لمن لايزال يرتكب الحماقات الثورية والجمل الثورية، مثل الإمبريالية نمور من ورق لا نخشاها، ومفاهيم الوحدة، والاشتراكية، والحرية، والتحرر من الانعتاق والدفاع عن مصالح المستضعفين في الأرض، السلام الأمريكي لا علاقة له بأبجدية الطهارة والدفاع عن الوطن والتضحية والعدالة وحقوق الإنسان والسلام الأممي.
أمريكا من قتل أطفالنا وشرد شعبنا ومزقه وجوعه بالحصار الظالم ومع ذلك تدعي أن رسالتها الإنسانية إنقاذ اليمن، وتثبيت الأمن والاستقرار والسلام.. عجبي! و"فاقد الشيء لا يعطيه".

أترك تعليقاً

التعليقات