السعودية والبحث عن أعداء
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
مملكة الشر السعودية تنفق معظم ثرواتها النفطية في شراء واقتناء أسلحة الموت والدمار، وتبذل الجهد الدائم في البحث عن عدو واختراعه عندما لا يكون متوفراً، لتفعيل دينامية المجمعات الصناعية الحربية الأمريكية، وتظل تشكل التحالفات والارتباطات ذات الطابع العدواني لفرض إرادتها ونفوذها وهيبتها على الشعوب العربية والإسلامية، وتوليف المبررات الكافية لدعم الصناعات الحربية، وتسويغ الاندفاع الجنوني إلى التسلح، وبناء الأحلاف العسكرية، وإيجاد أنساق مختلفة من عمليات التسلح والانتشار العسكري.
وجود الكيان السعودي واستمراره محكوم بالصراعات والبحث عن أعداء وتوجيه التهديدات وشن العدوان على قوى ترفض الخضوع للإملاءات الأمريكية والدخول في نسق التبعية لها. لقد اخترعت أمريكا أعداء دائمين أو مؤقتين لضمان استمرار الاندفاع الجنوني إلى التسليح وبناء الأحلاف العسكرية لتشغيل المجمع اللوبي الصناعي الحربي الأمريكي، وأيضاً لضمان مصالحها الاستراتيجية في العالم. من أجل ذلك تمتلك أمريكا مخالب متعددة تشمل معظم أنحاء العالم، ما يجعلها القوة العسكرية الأضخم في العالم. السعودية تمثل المخلب الأمريكي الأساسي في المنطقة، لأنها لا تمتلك مشروعها النهضوي التنموي الخاص بها، ولا تمتلك الرؤية لنهوض حقيقي لشعبها وأمتها، ولا تمتلك المشروع الذي يحمل هم الأمة واستقرارها وأمنها وسعادتها وحماية كرامتها وعزتها ومستقبلها وما يخطط لسحق وجودها وإلغاء بعدها الحضاري التاريخي القيمي، ولا تمتلك رسالة ومشروعاً للأمة، ولا يمكن أن تكون مؤهلة لقيادة الأمة العربية والإسلامية. ومع كل ذلك الترهل تريد أن تعمم خاصيتها تلك بالقوة. وأثبتت التجارب والعدوان على اليمن أن من لا يمتلك منظومة قيم ومفاهيم إنسانية مهما امتلك من أسلحة الدمار الشامل، ومهما امتلك من قوة، فهو إلى زوال، وإلى تراجع، وإلى هزيمة وفشل دائم.
الأمة العربية تبحث عن الحياة الكريمة، عن الاستقرار والأمان والعدل والحرية، تبحث عن منظومة القيم والمفاهيم الإنسانية، بينما مملكة الشر مشروعها القتل والدمار والإرهاب والفساد، ومهمتها الأساسية أن تكون مصدراً لتهديد الأمتين العربية والإسلامية والعصا الأمريكية في المنطقة، وتسعى إلى امتلاك القوة العسكرية والبحث عن عدو وهمي لتبديد ثرواتها ودعم المجمع اللوبي الصناعي الحربي الأمريكي.
السعودية تمتلك الثروة الهائلة، ولكنها لا تمتلك المشروع النهضوي التنموي العلمي الإنساني. تمتلك أحدث الأسلحة الحربية والتقنيات المتطورة، لكنها لا تمتلك الإنسان المقاتل من أجل هدف إنساني ومشروع وطني، ومن أجل مبدأ، ومن أجل الحق والحرية لجميع الأمم. السعودية بكل جبروتها العسكري واقتنائها الأسلحة الحديثة المتطورة لم تستطع أن تهزم الجندي اليمني الحافي الجائع، لأن هذا الإنسان يحمل تراثاً كفاحياً وبعداً إنسانياً يجعله متوازناً في نظرته لنفسه وللآخر، ولأنه يمتلك إمكانات وقدرات جرى تنظيمها وترتيبها في أولويات صحيحة وفي سياق تراكمي على قاعدة المواجهة لإيجاد مكان بين الأمم، مكان قيادي مع الأمم الأخرى التي تحمل قيماً إنسانية في مواجهة الغرب الإمبريالي الاستغلالي المتوحش.
نصمد، نصارع، نقاتل، بيد، وباليد الأخرى نبني مشروعنا الإنساني النهضوي، ونمتلك قوة الردع لنمنع العدو من إلغائنا بما يملك من ترسانة أسلحة الموت والدمار.

أترك تعليقاً

التعليقات