العاهل القاتل
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
الأزمات السياسية والعسكرية والاقتصادية المعقدة والمتشابكة، وتصاعد الانتكاسات التراجيدية ومآسيها الكبرى التي تتجذر يوماً بعد يوم في مملكة الشر، والضغوطات التي تتزايد على ولي العهد القاتل محمد بن سلمان، تنذر بمستقبل غير مشرق ولا مشرف على الإطلاق، ومن يجيد قراءة تاريخ المملكة يدرك ما وصلت إليه من انحطاط سياسي واقتصادي وعسكري واجتماعي وأيضاً أخلاقي في عهد العاهل القاتل وسياسته الصبيانية، سياسة كل شيء أو لا شيء التي تعتمدها السعودية في دفع العالم العربي والإسلامي إلى حروب واقتتال ومغامرات عسكرية كبرى، والعودة بإصرار إلى عهد همجيتها الأولى، عهد الغزوات والسلب والنهب والبلطجة على القبائل الأخرى إلى عهد المؤسس الأول عبد العزيز.
ابن سلمان يقود مملكة الشر السعودية إلى كارثة، إلى عصرها الهمجي الأول، بعقليته المتخلفة وحب التملك والسيطرة، وبتخبطاته الصبيانية وخزان الحقد المتفجر عنفاً وكراهية، ومن اللاعقل المنفلت إلى أقصى درجات غرائزيته البدائية بملامحها الأكثر اضطراباً وإشرافاً على العنف الدموي والعدوان والإرهاب، عقلية متوحشة مدمرة لكل القيم والأخلاقيات الإنسانية، عقلية مريضة تعمل بطريقة ساذجة تحركها كتل من العقد النفسية وبدوافع غريزية عمياء يحاول فرض إرادته واستغلال موقعه في السلطة ليدمر الشعوب ويسفك الدماء البريئة، وأيضاً بمفهومه المتخلف أن من الإجرام والعنف والعدوان يولد جوهر العبقرية والرجولة والشجاعة والوصول إلى السيطرة المطلقة لتحويل الشعوب إلى قطيع مطيع وعبيد تحت شعارات ديماغوجية شتى، وبثقافته الوحيدة: العدوان والتسلط والتطهير المذهبي والطائفي في أكثر صورهما بشاعة، حيث ينتهي القانون ويبدأ الطغيان والشر الأكبر، وتعتبر السعودية خزاناً أنسب لولادة الإرهاب وانطلاقه المدمر.
كيان لم ينتج سوى النفايات السياسية السامة، ومزابل من العنف والإجرام والعبثية، و(عاصفة) الفشل والانتكاسات والأحلام الفضفاضة والسنوات الضائعة وآلاف الأرواح المهدورة من الأطفال والنساء والعجزة وتنفيذ الخطط والأوامر الأمريكية، ولا شيء فوق الإرادة الأمريكية واستراتيجياتها، ولا شيء ضدها.
بايدن يفتتح بازاراً جديداً للابتزاز، ولكن بطريقة عصابة مافيا "آل كابوني" بهدوء وصفاقة وحنكة سوقية، بحيث يستجيب ابن سلمان فوراً للابتزاز، وهو يعلم أن هناك "قانون ماغنيتسكي" الأمريكي والذي يجيز معاقبة منتهكي حقوق الإنسان في العالم أمام المحاكم الأمريكية.
لن تنطلي علينا أكذوبة حقوق الإنسان الأمريكية العوراء. لقد ارتكب ابن سلمان بعدوانه على اليمن آلاف القتلى والجرحى من الأطفال والنساء دون عقاب أو حساب أو حتى مساءلة. إنها المصالح والازدواجية الأمريكية وليست حقوق الإنسان. ابن سلمان من الأدوات الطيعة لأمريكا والعميل المربح للأسلحة الأمريكية. وبايدن سيكتفي بتكثيف الضغط إعلامياً دون اتخاذ عقوبات، لأن التكلفة المحتملة لاتخاذ عقوبات ضد ابن سلمان باهظة للغاية على أمريكا، وسوف ينتهي الأمر مع بايدن في المكان نفسه الذي كان فيه سلفه. ومع ذلك بات معروفاً للعالم أجمع أن ولي العهد يداه ملطختان بدماء خاشقجي، وها هو الآن يترنح من ضعفه وتشرذمه وتشتته عند قاع مملكته الآيلة للسقوط.

أترك تعليقاً

التعليقات