كيان دموي
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا

سحابة سوداء جاثمة على سماء الوطن، وحزن، ومرارة شديدة، مرارة في الحلق والقلب من فظاعة المجازر وهول الموت، ودورة العنف التي تتجدد بشكل يومي من قبل تحالف العدوان الأممي بقيادة أمريكا والكيان السعودي الدموي والمشوه منذ البذرة الأولى.
من يجيد قراءة التاريخ القريب يستطيع أن يدرك أن الكيان السعودي تاريخه دموي حافل بالمجازر والغزو والسلب والنهب والاغتصاب والجواري والفتن، ويحمل الحقد والكراهية للإنسانية وللكرامة وللحياة النظيفة والشريفة، يجاهر بجهله وغروره وعنجهيته وشطحاته المفلسة والقاتلة، كيان منفلت من أي عقال، يحصد الأخضر واليابس وحياة الناس حتى الأطفال والنساء والعجزة دون رحمة أو شفقة، جوعه جوع أبدي لا تشبعه ضحايا ولا تروي ظمأه دماء، كابوس جاثم على صدر الأمة العربية، جرائمه البشعة والمتواصلة والمتكررة لم تعد أكثر من إجراء ميداني يومي يستهدف اليمن شمالاً وجنوباً للعبث بالأمن والاقتصاد والاستقرار، وأسلوب ممنهج لمزيد من الضغوط لإخضاعنا وإثارة النقمة الداخلية، وكبح جماح الثورة والمقاومة والصمود الأسطوري، يتعمد العنف والمجازر الشنيعة والحصار الاقتصادي لمزيد من التأزم والنكبات، وتحت أنظار العالم (المتحضر) وبصره الذي يقف صامتاً دون أية محاولة لوضع حد لشلال الموت المتدفق عنفاً وضحايا في كافة المدن اليمنية، تلك المجازر الفظيعة والمذابح الشنيعة والهجمات المتوحشة انعكاس حتمي لفشله الذريع في الجبهات والحدود، ولعسر الهضم الذي أصيب به التحالف الأممي في محاولته ابتلاع الثورة اليمنية وهضمها، والقفز إلى قضايا مصيرية أخرى مثل تصفية محور المقاومة، التطبيع مع إسرائيل، السوق المشتركة وتعزيز مصالح إسرائيل الحربة الرئيسية للمصالح الأمريكية في المنطقة. 
مقاومة وصمود الشعب اليمني أفشلا تلك المخططات الأمريكية بعدما تبين أن ابتلاع الثورة اليمنية يعني ابتلاع رزمة من الديناميت المشتعل. اليمن قاطرة التاريخ، وحاملة عزته وكرامته منذ الأزل، ويسري في عروقها العنفوان الثوري والحياة النابضة بالخير والعطاء، وعازمة على الاستمرار في النضال والصمود حتى تحقيق النصر، بالرغم من تواطؤ العالم مع العدو الهمجي، إزاء كل تلك المذابح والمجازر الشنيعة والنكبات والدمار والعنف المنفلت من عقاله، والتي تعتبر سابقة خطيرة في تاريخ الإنسانية لم تتوقعها البشرية، وهي ضمن القواعد الأساسية للنظام العالمي الجديد ومخططاته لتفتيت اليمن وإخضاعه ورهن قراره ومستقبله بالإرادة الأمريكية. 
أمريكا الدولة الوحيدة القادرة على التدخل ووقف العدوان، أو وضع حد له على الأقل، من خلال التهديد أو إزالة الغطاء عن تلك (اللامبالاة) الدولية التي تفرضها على الأمم المتحدة ومجلس الأمن. كل الحروب المنتشرة في أنحاء المعمورة الآن تشكل إبادة جماعية أمريكية لشعوب بأكملها، تلك الشعوب التي يعتبرها النظام الامبريالي الاحتكاري اللاإنساني فائضة عن حاجته. 
جرائمكم وهمجيتكم وقسوتكم لن تمر دون عقاب، والمعركة باتت مفتوحة على كل الاحتمالات، بل المفاجآت، وبكل الوجع نقول للذين يحلمون بالعيش الآمن في عصر (السلام) الأمريكي الجديد بعيداً عن الحروب الساخنة والباردة، فقد خاب أملكم، ومن لا يرى في تاريخ الجروح والدماء والدمار والظلم والقسوة تاريخه، سوف يذوق نفس المرارة والقسوة والعذاب والمذابح والقمع، ومن قتل أطفالنا اليوم سيقتل أطفالكم غداً، وبتلك الادعاءات نفسها. 

أترك تعليقاً

التعليقات