قمة الحشرات!
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
قمة الحشرات في جدة ناقشت أوضاع الوطن العربي، الكبير في حجمه والصغير في مواقفه وأفعاله وقراراته ودوره القومي والإنساني.
“قمة” الأقطار الخائبة والتابعة والخاضعة والقابعة والمنحطة والضائعة في الوطن الممتد من المحيط الهازل إلى الخليج الخائر؛ قمة الكيانات القزمية الهشة المتهالكة والتي تحاول أن تبرر نفسها وكأنها أقطاب مؤثرة تحرك سياسة العالم واقتصاده، وهي بالأساس تبحث عن حلول لهمومها السياسية ومشاكلها الاقتصادية، وإفلاسها الفكري والعقائدي، وتضخمها البالوني وارتباطاتها الوجودية.
كيانات أصبحت هشة، وهي على الخريطة في موقع القلب من الجغرافيا العالمية، شدها الضعيف بايدن واستقطبها إلى دوائره كما يشد الوحش المفترس ضحيته إلى عرينه ليأكلها ويطعم معه أحلافه؛ كيانات متوهمة أن ذلك الوحش سيحميها من تيار التغيير المحتوم والجارف الذي تقوده محاور المقاومة العربية والإسلامية والفئات المستضعفة من أبناء الشعوب العربية والإسلامية الباحثين عن العيش الكريم والحرية والعدالة.
“قمة” لا تحمل غير أدوات الجريمة من أجل هدف أو أهداف أنانية بالغة الهشاشة مدمرة جذرياً لكل من التاريخ والجغرافيا، تغطي وتساعد ما هو عدواني، إضافة إلى ما هو اغتصاب على حد سواء، وتفتح له الأجواء وتغلق علينا مسامات الحياة وتحاصرنا وتغوص أعمق في المستنقع، لتتخلى عن عروبتها وكرامتها، وتمهد السبيل لعبور الإعصار الذي يجتاحنا، وتتحالف لتدمير المقاومة العربية والإسلامية باتفاقيات من تحت الطاولة، لكي تجعلها عديمة الجدوى.
“قمة” التكتلات الجغرافية والعسكرية والتقنية والاقتصادية والمحاولات الفاشلة لاستعادة القوة والمكانة والموقع في خريطة الاقتحام الوشيك على محاور المقاومة العربية والإسلامية.
قمة تعوم في مستنقعات الخيانة والردة لتعيد من جديد “سايكس بيكو” و”وعد بلفور”، وتحاول من جديد أيضاً بعث مشروع “الشرق الأوسط الجديد”.
وتعهد بايدن أمام “القمة” بأنه لن ينسحب ولن يترك المنطقة ولن يسمح لروسيا والصين وإيران بملء الفراغ والسيطرة على منطقة “الشرق الأوسط”، وكأن المنطقة إقطاعية له وحلفائه “الإسرائيليين”. وبشيطانية جهنمية يعيد بايدن مشروع “الشرق الأوسط الجديد” تحت تسميات أخرى، مثل “الشراكة الاستراتيجية” و”دعم الجهود الدبلوماسية الهادفة”، أي التطبيع، لتهدئة التوترات الإقليمية، وتعميق التعاون الإقليمي، الدفاعي والأمني والاقتصادي والاستخباري، وضمان حرية وأمن الملاحة البحرية، وتثبيت التحالفات العدوانية... والعدوان بالجملة يتطلب صناعة تحالفات بالجملة.
كل تلك النكبات والمخططات الجهنمية نقلها الرئيس الأمريكي العجوز خلال زيارته الذليلة للسعودية ومشاركته في قمة الحشرات. الرئيس الأمريكي العجوز المتهالك يجسد صورة أمريكا، التي دخلت مرحلة الشيخوخة، ويعري ركام الاستسلام والتطبيع العربي، فاضحاً القصور الاستراتيجي للأمن القومي، ومؤكداً أنه يعمل لإبقاء تلك الكيانات البترولية الهشة خارج دائرة المشروع الأمريكي ومتطلبات واحتياجات الغرب الملحة للنفط ومشتقاته.

أترك تعليقاً

التعليقات