بندقية للإيجار
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -

التدمير الممنهج والتكالب الكوني الهمجي لإخضاع اليمن من قبل العدوان الأمريكي وأدواته من كل الألوان، وتحويل أرض السعيدة إلى أرض الدم بسبب حفنة من السياسيين الانتهازيين، والفاسدين، والحاقدين، والانفصاليين الذين وجدوا الفرصة سانحة أمامهم للارتزاق ومحاولة الإجهاز على ثورة الشعب اليمني في ظل عدوان متوحش مستهتر بكل القيم الإنسانية، ووجد ضالته في ضعفاء النفوس من سياسيين فاشلين خونة، وعمائم رجال الدين ليركبوا موجة الطائفية، ويسوقوا الغوغاء والبسطاء إلى أتون فتنة جاهلية يذهب ضحيتها الأبرياء من الشعب اليمني المنكوب، وبالرغم من كل ذلك فإن الوقائع على الأرض والدماء الزكية تؤكدان بيقين قاطع أن حملات التدمير وشراء النفوس الهزيلة والانضواء تحت نفوذ العدوان والقبول بشطب الفارق الوطني وجوهر الانتماء إلى الثورة والوطن، واستئجار كل مرتزقة العالم لن تكسر إرادتنا، ولن تثنينا عن مواصلة الصمود، ومقاومة ديمقراطية الصحراء التي تمتد وتمتد لتضعف قوة المواطنة. 
سنقاوم مادامت «المناطق الرمادية» هي هي تمتد لتنتعش فيها مواقع النفوذ السياسي والمالي، ومادام مثلث الوطن، والدولة، والمجتمع على تصدع أضلعه منذ العهود البائدة والأنظمة الفاسدة، سنظل نقاوم لعبة الولاء المزدوجة التي أصابت اليمن في روحه وأفسدته، وجعلته في تيه الخواء السياسي، سنقاوم القوة المارقة والمأجورة من اختاروا أن يكونوا أدوات للأمريكان، من خطط للعدوان ودفع بأدواته في المنطقة لتنفيذه وخلق الكوارث الاجتماعية والاقتصادية، أمريكا هي من حولت بلدان عديدة إلى مرتزقة، ودول مأجورة ترتزق من خلال البندقية والعنف والدمار وقتل الآخر، دول ليس لديها قضية أو مبدأ إنساني تقوم فقط بوظيفة «مافيا كونية» تبيع الحماية لمن يدفع، وتدافع عن أنظمة فاسدة ظالمة، وتهدد ثورات وشعوباً تطالب بالحرية والحياة الإنسانية الكريمة.
 أمريكا وثروات الدب الداشر وصبيان زايد حولت بعض الأحزاب التي تدعي الوطنية والتقدمية، وتلعب دوراً في تهيئة المناخ البائس للارتزاق والاستقطاب والدعاية المبشرة لثقافة العدوان، وتشارك مشاركة فعلية في الصراع الدائر والتحديات المأساوية التي يمر بها الوطن في ظل عدوان بربري متوحش، وتخلق له أسباباً ومبررات في منتهى التفاهة، زعماء تلك الأحزاب التي يقودها البؤس ويلازمها الإقصاء والتهميش، وهي فاقدة الثقة من مستقبلها، أبعدتنا عن قضيتنا الأساسية وعن الحقيقة، وورطتنا في مشكلات مصطنعة ومعقدة عادت علينا بضرر شديد، وصرفت أنظارنا عن المهام الحقيقية التي علينا إنجازها، وأولاها النضال في سبيل التخلص من الوصاية والعدوان، والابتعاد عن الوهم الذي يحاولون زرعه في أعماقنا، وحصرنا في قوقعة ضيقة مقفلة بل قاتلة ومميتة، وإشعارنا بأننا لن نتمكن من ممارسة حريتنا، والحياة الكريمة، والانتعاش الاقتصادي، والتطور إلَّا ضمن الحاضنة السعودية كحاضنة خاصة ونهائية، فإذا تهاونا في هذه القضية كنا كمن يتخلى عن حريته ومبادئه ومصالحه، بتلك المفاهيم المغلوطة والمبررات الواهية والسخيفة يحتفظ زعماء تلك الأحزاب لأنفسهم بحق احتكار الخيانة العظمى بامتياز، الخيانة بحق وطنهم وشعبهم.
أيها القتلة، لستم غير بندقية للإيجار، وسوف تتخلص أمريكا منكم كما تتخلص من نفاياتها اليومية.

أترك تعليقاً

التعليقات