السقوط الكبير
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
ليس ما نشهده من سقوط وانهيار في البر والبحر وتراجع في جميع المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية لمملكة الشر السعودية أموراً مألوفة، ولم تكن الأزمات المركبة والكوارث التي تجمعت على مملكة الشر نتيجة عدوانها الظالم على الشعب اليمني المسالم شيئاً مألوفاً، بل كانت حالة إجرامية فاشية غير إنسانية أساءت إلى الكيان السعودي وعرت حقيقة أخلاقياته وادعاءاته وأساليبه ومصاعبه وتناقضاته ونقاط ضعفه.
هذا السقوط دفع بالكثير من أفراد الأسرة الحاكمة إلى المطالبة بإصلاح الكيان واستقلاله عن المصالح والأهواء الشخصية للدب الداشر المعتوه والمتهور في جميع مجالات الحياة، ويترجم ضعفه وفشله وكتل عقده عدواناً وفجوراً وظلماً ضدنا لكي يحقق رغباته المعقدة وتصوراته المريضة وتوهماته القاصرة بأنه قطب مؤثر يستطيع تحريك سياسة واقتصاد العالم حسب إرادته وتوجيهاته بإمكانياته الاقتصادية الفاعلة والمؤثرة بحيث لا يملك العالم إلا أن يخضع ويتوسل إليه، وأن نقف جميعاً طوابير متراصة نستجدي الانتساب والسير في فلكه، ويصبح من الملوك الطغاة الذين يتحكمون في رقاب الأمم.
أحلام مبعثرة ومريضة وبدون ضوابط جعلت من الدب الداشر كابوساً مرعباً يجثم على صدور الملايين من الشعوب المستضعفة، يهدد حياتهم وأمنهم خدمة لمخطط استعماري أمريكي ـ صهيوني. الدب الداشر بطبيعته شديد التعقيد وتدخله في كل صغيرة وكبيرة بالرغم من جهله المطلق بالقانون والنظام المؤسساتي والتشريعي والأخلاقي أيضاً، يقيد صلاحيات كل من لديه سلطة، من الملك حتى الشرطي الذي يراقب السير في الطريق العام، مما جعل مملكة الشر ضعيفة رخوة متهالكة وأسرة مفككة متباينة الإرادات والخيارات، وانقسامات أخذت شكل شقاق علني، أسرة تمر بطور الدمار الشامل والانتكاسات القاتلة نتيجة طيش وتهور الدب الداشر الذي لم تتوفر له الموهبة كي ينجح في تمرير تفاهاته وتدابيره الساذجة، حيث بدأ حكمه بفقدان الشرعية وتفكيك الأسرة والاتهامات بالقتل والبلطجة.
لقد ظهرت عيوبه وثغراته منذ الوهلة الأولى لاغتصابه السلطة ومخالفة القانون الملكي للأسرة في تولي الحكم، لذلك تطالب الأسرة المالكة بعزله وإصلاح ما أفسده بجهله وتهوره، حيث أخذت تلك المطالب تتحول إلى مظاهرات واحتجاجات عامة.
الحكم يحتاج إلى حنكة سياسية ورجاحة عقل وحلول مبتكرة اجتماعية واقتصادية وإدارة قادرة على اتخاذ القرارات المصيرية الصائبة، لا إلى المماحكات الطفولية والقرارات الصبيانية التي تؤدي إلى تدهور الكيان وتعميق الانقسام الذي لا يقتصر على السطح السياسي فيمكن ترميمه، بل هو عميق يحتاج إلى حلول جذرية لا إلى قرارات ضالة وسياسات عرجاء يتخذها الدب الداشر وقد يبقى حتى سقوطه وانهيار الكيان معاً.

أترك تعليقاً

التعليقات