أمريكا منبع الإرهاب
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -

يعرف القاصي والداني أن العدوان على اليمن مخطط أمريكي إرهابي بامتياز، لإخضاع اليمن للمشروع الأمريكي باسم الشرعية والديمقراطية وإعادة الوصاية والنظام الأسري الإقطاعي الفاسد، وباسم الحفاظ على أمن المنطقة من تدخلات إيرانية محتملة.
أمريكا تغش، تلعب بالتعبئة، تلعب بالقوانين، تلعب بكل المفاهيم والقيم التي تقترن معانيها بالإنسانية وبالحقوق والعدل، وتلعب بعد هذه وتلك بالتاريخ وفق أهداف مخططاتها لإشعال المزيد من الحرائق في العالم والمنطقة. أمريكا هي منبع الإرهاب، وإنها في كل ذريعة ليست إلَّا هجمة سياسية حاقدة باسم القانون الدولي وحرمته.
هدف أمريكا احتلال وإخضاع اليمن وسط صمت العالم الديمقراطي "المتحضر"، وأممية مشلولة عن إيجاد أي حل لإيقاف العدوان والحصار والإرهاب والإبادة الجماعية والموت جوعاً.
وطن يُقصف ويُنهب ويُحاصر ويُدمر، بواسطة المرتزقة واللصوص والقتلة والعصابات الإجرامية من شتى أنحاء العالم. اعتداءات تمثل وحشية الدولة الأمريكية بمخططاتها وأهدافها وباستخدامها الإرهاب كمبرر أيديولوجي لعدوانها لتصفية دول المقاومة لهيمنتها.
الحقائق تكشف نفاق هذا الادعاء. هدف أمريكا الحقيقي إعادة اليمن إلى بيت الطاعة الأمريكية، تحت شعار "من كان معنا فهو معتدل، ومن كان غير ذلك فهو إرهابي ويجب محاربته"!
الإرهاب أساساً المبرر الذي تريد أمريكا أن تحاصر به اليمن وسورية وإيران والعراق ولبنان، ويبدو وكأنها تحاصر نفسها ووقعت أسيرة في فخ الهزائم المتتالية.
لم يبق للغطرسة الأمريكية ذات النزعة العمياء وهي تسخر من عقول العالم إلَّا الورقة الأخيرة الاتهام بالإرهاب. لقد امتصت أمريكا نخوة وعنفوان العالم الخامد حتى النخاع، وهاهم جميعاً في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، في مواطنهم وقصورهم، في اتحاداتهم وتجمعاتهم، في منظماتهم ومجالسهم، مجتمعين ومتفرقين، مهددون معاً بأمريكا وإرهابها.
لن تنجح أمريكا طالما هناك رجال الرجال والصواريخ العابرة للقارات والمجنحة والطائرات المسيرة. لو أن صنعاء وثوارها انتهجوا طريق الخضوع والإذلال والوصاية الأمريكية السعودية، لكانت صنعاء حظيت بما تحظى به تلك الأنظمة الكرتونية المطبعة مع العدو الصهيوني من دعم وأسلحة ورعاية. أما وقد وضعت ثورة 21 أيلول خياراتها ومواقفها وموقعها ودورها وفكرها ومشروعها موضوع الصدام مع أمريكا الإمبريالية والصهيونية وضد الانصياع للمشروع الأمريكي في المنطقة، فإنها بذلك قد خالفت توجيهات الإمبراطورية الأمريكية، فاستحقت العقاب بتهمة الإرهاب.
أمريكا سيدة العالم "المتحضر"، من أبادت بمنهجية شعب الهنود الحمر بأكمله. أمريكا التي تدَّعي محاربة الإرهاب من منظور محاربتها لكل ما هو شريف ووطني، ولكل ما هو ضد مصالحها في المنطقة وهيمنتها وظلمها واستغلالها وإرهابها، لكل ما هو ضد الاحتكارات والنهب وامتصاص دماء وعرق المستضعفين في الأرض، هذا هو الإرهاب بعينه، ويجب محاربته واستئصاله من الوجود والمجتمع الإنساني. ادعاء أمريكا الديمقراطية والتحرر وحماية أمن المنطقة، تلك الكلمات دخلت زوراً وبهتاناً في الخطاب والقاموس الأمريكي.
أمريكا دولة إرهابية وقمعية وعدوانية بامتياز، ومحتكرة لقمة عيش الكادحين في جميع أنحاء المعمورة. وغالباً ما تلصق أمريكا تهمة الإرهاب بالأنظمة التي اختارت طريق التحرر والوقوف ضد مخططاتها الاستعمارية ومقاومة مشاريع الإمبريالية والصهيونية. تلك هي عادة أمريكا وولعها بربط الإرهاب بالخصوم والأنظمة التي اختارت العيش بكرامة وبدون وصاية أو حماية أمريكية، واتهامها بأنها منظمات إرهابية ومليشيات وقطاع طرق وسفاكون للدماء. وفي الحقيقة أن تلك الأوصاف تنطبق تماماً على مواقف أمريكا والغرب الإمبريالي، الذين لن يقبلوا بغير منظورهم للعالم والإرهاب الذي يجد تعبيره في أعمق معانيه في العدوان على اليمن وحصاره وتجويعه. ذلك هو أبشع مظاهر العنف وأصل الإرهاب ومقاييس الحكم عليه.

أترك تعليقاً

التعليقات