يمن ديمقراطي موحد (1)
 

طاهر علوان

طاهر الزريقي  / لا ميديا -

من الشعارات الأساسية لثورة 14 أكتوبر، هو شعار يمن ديمقراطي موحد نفديه بالدم والأرواح، سوف نناضل، سوف نقاتل ثورة لإصلاح ذلك الشعار لإيماننا بإرادة الشعب اليمني وحقه في صياغة حاضره ومستقبله وفق ما يحقق أحلامه وآماله في التوحد وامتلاك ناصية القدرة والقرار، حينها كان اليمن ولا يزال ينزف دماً ودمعاً، بينما تتلهى دول الجوار بمناظر الخراب والدمار الذي يشمل بعباءته السوداء جميع المناطق والمدن اليمنية. ومع ذلك ارتفعت راية الوحدة فوق آلاف الشهداء الذين لم تكن الحروب تفرق بينهم إلى شماليين وجنوبيين، ولا يزال نهر الوحدة يتدفق دماً ودمعاً في سبيل التحرر، ولن نخضع لمشروع العدوان وإرادته في تقسيمنا وتركعينا وخفض هاماتنا وكسر إرادتنا وتفتيت صخرة عزيمتنا، وتحدينا وإصرارنا على تجاوز مخططات العدوان وكل العقبات والمصاعب لإعادة اللحمة الوطنية والتماسك الاجتماعي وكنس آثار العدوان ومشروعه الاستعماري في تمزيق اليمن وتشطيره. وليس جديداً على هذا الشعب العظيم اجتراح المآثر وتحقيق الانتصارات التي نعيش لحظتها التاريخية. وكل لحظة هي انعطاف تاريخي هام ومصيري، انتصارات رائعة ليس هناك أي غموض فيها أو التباس، وهي اللحظات الأخيرة لتحالف العدوان الكوني، وأيضاً لتأسيس دولة الوحدة، الدولة الحديثة والديمقراطية الخلاقة التي تجمع بين الحرية وبين المسؤولية، والتي لا تمارس فيها فئة اجتماعية حريتها ومصالحها على حساب الفئات الأخرى وعلى حساب المصالح الوطنية ككل.
الوحدة اليمنية تعتبر إنجازاً لأبرز الأهداف الاستراتيجية التي ذكرت في الوثائق والأدبيات السياسية لثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر. الوحدة اليمنية الديمقراطية هي مقومات وجودنا والحل لجميع مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية وقضايانا السياسية، ولا بد من الحفاظ على أعظم إنجاز تحقق في عصرنا الراهن وفي التاريخ اليمني بشكل عام، وبالتالي فإن ما بعد الوحدة لا بد أن يكون أرقى بكثير مما قبل الوحدة من حيث احترام حرية الإنسان وآدميته، وجعل المواطنة متساوية لجميع فئات المجتمع. أعداء الوحدة يحاولون بضراوة خلق إشكاليات حول الوحدة تتجلى في تقسيم اليمن وتجزئته والمحاولات المستمرة لتفريغ المكتسبات التاريخية من مضامينها، ومن كل نزعة ثورية جادة، هناك حركة هائلة تدميرية لتشتيت الهوية اليمنية نشأت عنها نتائج إفنائية واقتلاع وحروب أهلية، وهذا هو بالطبع شكل الموت الذي يفوق ببعده منطق الإبادة فهو يحرم (الضحايا) من حقهم في أن ينضموا إلى ذاكرة التاريخ. 
آن الأوان للخروج من تلك الدوائر الشيطانية، والخروج من دائرة الزوابع والعواصف الكونية، ومن دائرة التحالفات الشريرة التي تحاول بكل ما استطاعت من قوة أن تلفنا من كل جانب وفي رياح عاتية محشوة بغبار بارود الحروب وسمومها. وها هي المتغيرات الجذرية الكبرى والانتصارات الرائعة المصيرية المدعومة بوحدتنا وإرادتنا وصمودنا وقوتنا الذاتية تنبئنا بأننا تخطينا (حافة الهاوية) وانحدارها التدريجي نحو القاع الحضاري، تخطينا كل العوائق والزوابع والعواصف الكونية لنؤسس دولة الوحدة الديمقراطية الحديثة.

أترك تعليقاً

التعليقات