لا بد من مأرب
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
عودة مأرب إلى حضن اليمن وتحريرها مسألة متعلقة بوجودنا، بتاريخنا، بمستقبلنا، لا مسألة متعلقة بخيارتنا ومشروعنا الوطني التحرري فحسب، مأرب هي الغاية والوسيلة والهدف الاستراتيجي، والمنعطف التاريخي نحو النصر والوصول إلى تحرير كل الأراضي اليمنية المحتلة، وعودة مأرب هي عودة الروح والوعي، عودة التاريخ والخير وملكوت السلام، ولن نترك مأرب تفقد مكانتها وتاريخها وعزها وكرامتها، تفقد روحها الحضاري مع أولئك الهمج.
وداعاً أيها الجفاف، وداعاً أيها القحط، وداعاً أيها الذل، وداعاً أيها الجهل والتخلف والاستغلال والعدوان، وداعاً لكل المناورات السياسية للدبلوماسية الخائبة، ولكل خيارات يراد منها قلب الحقائق إلى نقيضها، مراوغات تعمل جاهدة على صعيد إنجاح تفريغ عزمنا وأهدافنا، تفريغ مقومات وجودنا وصمودنا وحقنا الثوري المشروع لاستكمال تحرير أراضينا من العدو، كل الخيارات وكل الطرق تؤدي إلى تحرير مأرب، ولا يوجد تحول في الواقع ولا في الخيال، ولا الدخول في نفق الضياع والبلبلة ودبلوماسية خائبة تحاول أن تسدل الستار على الجانب المضيء من حقيقة الصراع الذي يتغذى من شرعية ملكية الأرض من ينابيع نورها المضيء، اللعب مع الكلمات والمعاني ترف غير متاح في ظروفنا الحالية ونحن في عمق الصراع، وعنف المعارك المصيرية وحسمها واقتراب فجر التحرير، لن تستطيع أي مراوغة دبلوماسية خبيثة تفريغ شحناتنا الوطنية، تفريغ مقومات وجودنا وامتلاك سلطة القرار، قرار الجهاد حتى النصر، وتدمير مصالح العدوان وتقليم أظافره وصولاً إلى اقتلاع جذوره.
السعودية، الطفرة المتوحشة الخارجة من ظلمات العصور البدائية والمدججة بأحدث أنواع السلاح ومرتزقة العالم تستغيث وتطالب بوقف الزحف الثوري حتى لا تتكرس الهزيمة في النفوس ويتحول انتصار الجيش واللجان الشعبية إلى كابوس يمتد إلى الداخل السعودي ويزلزل أركان عرش المملكة ويؤذن بزوالها، لم تفلح كل الإمكانيات ومحاولة العدوان سلبنا قدراتنا الذاتية وتشويه كل جميل وبث السموم في الرياح الأربع، وكان نصيبنا منه قديماً وحديثاُ الكثير من الويلات والنكبات والكوارث، لكن الفشل كان حليف العدو السعودي والانتصارات حليف اليمن البلد الفقير قليل الإمكانيات، وكثير التطلعات، حازم الإرادة والقدرة على التحدي والصمود والمستعد أبداً للمواجهة، فالجبين العالي لا يطاله الأقزام، وإصرار السعودية على تزوير التاريخ والهروب من وقائعه وتسمية مقاومة العدوان إرهاباً لا يسقط الحق الذي كفلته جميع الشرائع وحقوق الإنسان، مقاومة المحتل ومقارعته بكل الوسائل المتاحة لتحرير الأرض.
عوامل التفرقة والتفكك لن تنال من روحية وعزيمة شعبنا، هذه الروحية العالية تجلت بتلاحمنا ومواجهة الحقد السعودي الذي دمر وفجر كل الوطن بإشاعة الموت والخراب، لكننا لن نتراجع، سنقاوم ونصمد ونحقق الانتصار الاستراتيجي في المعركة المفصلية التي ستكون لها نتائج وتداعيات كبيرة على المحتل السعودي الذي كان يحلم بتحقيق النصر خلال أسبوعين من العدوان وتحول إلى كابوس استمر ست سنوات، كابوس التهم اقتصاده ومكانته وصولاً إلى انهيار كيانه ولن تجديه كل النداءات والاستغاثات ومطالبة الشيطان الأكبر الأمريكي بوقف الزحف على مأرب، عنوان المرحلة الأخيرة من العدوان.

أترك تعليقاً

التعليقات