المشترك بين كوبا واليمن
 

طاهر علوان

هناك عوامل وسمات مشتركة بين الثورة الكوبية التاريخية، والتجربة الحالية للثورة اليمنية، والحصار الأمريكي لكوبا 55 عاماً، والواقع الراهن لحصار يمن أيلول الثورة أمل المستضعفين. أمريكا العدو المشترك، والقوة القهرية والمهيمنة والمسيطرة على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتها، السعودية مجرد أداة وممول أساسي للبترودولار. 
العدوان الأمريكي - الإسرائيلي على اليمن، والحصار السياسي والاقتصادي، أهدافه واضحة؛ السيطرة على القرار السياسي، وإخضاعنا للإدارة الأمريكية – السعودية، وإعادتنا إلى بيت الطاعة. نحن طلاب حق وحرية وعدالة، نحب الحياة ونعشق الحرية والشهادة أيضاً، شعب معجون بالشدائد والمصاعب على مر التاريخ، ولن ننهزم، ولن ننكسر. ما من شعب من شعوب الأرض إلا ويريد أن يعيش حراً وكريماً على أرضه، ما من شعب من شعوب الأرض إلاَّ وقاوم كل من حاول استعباده ونهب خيراته، ما من شعب من شعوب الأرض إلاَّ وهو على أتم الاستعداد للتضحية والفداء في سبيل تحقيق أهدافه في الحرية وبناء دولته المستقلة والقوية القادرة، والخالية من الشوائب القهرية والطائفية، دولة لها ملامح العصر الحضارية والتقدمية، دولة الجياع المقهورة، دولة وطنية ديمقراطية متحررة من الهيمنة والتبعية. 
أمريكا مسؤولة عن فقر وشقاء الوطنيين الكوبيين، والسعودية مسؤولة عن فقر وشقاء الوطنيين اليمنيين الذين صمدوا تحت الحصار والتجويع والقصف والإرهاب، الذي تجاوز كل الحدود والتوقعات والتهديدات الصريحة، بل الوقحة بضرورة تصفية ثورة أيلول الوطنية التي أحدثت قطيعة أبدية مع تلك الذات الإلحاقية، وإعادة الشرعية الخائبة والعميلة أداة السعودية، نفس النغمة التاريخية لأمريكا بتصفية النظام الثوري الاشتراكي الكوبي وإعادته إلى بيت الطاعة الأمريكية. 
خابت كل التوقعات والمخططات والمؤامرات في تركيع الشعب الكوبي، وأيضاً في تركيع الشعب اليمني، وبلغت التوقعات الأمريكية ذروتها بسقوط النظام الكوبي بعد إغلاق أبواب المساعدات الأممية بوجه كوبا، وقرارات حكومة (البروسترويكا) الروسية النهاية المؤكدة بفشل الاشتراكية وسقوط التجربة الكوبية ونظام كاسترو، لكن الشعب الكوبي الجدير باحترام جهوده ووقوفه مع النظام والتوجه الاشتراكي ومع قائده كاسترو، ضرب مثالاً لشعوبنا والعالم أجمع في الشجاعة والبطولة والنضال والصمود والتحدي، هذا الرجل قاد شعب جزيرة صغيرة في المياه الأمريكية، وعلى مرمى البنادق من أراضي النظام الأمريكي الإمبريالي الوحشي، وظل صامداً، يبني الاشتراكية، غير مبالٍ بالقوة العظمى الوحيدة، والتي تقود (النظام العالمي الجديد)، يرتعد لجبروتها وبطشها بعض الساسة في العالم العربي، وأفريقيا، وآسيا، حينما يذكر اسمها، ويسيل لعابهم على حفيف دولاراتها، ويفخرون إذ تعطيهم أمريكا قمحاً لإطعام شعوبهم. هذا القائد الذي قاتل هو وشعبه لبناء الاشتراكية، وتحدى قوة أمريكا وحروبها الاقتصادية والسياسية ضد بلاده، بعد أن اختفى الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية من الحلبة.. هذا القائد سيظل خالداً خلود منجزاته، وبقاء كوبا شامخة بنظامها الاشتراكي المتطور، وإنجازاتها العلمية في جميع المجالات، وخاصة في مجال الطب، وعلاج العظام، واللقاحات، حيث نجحت في إنتاج 8 لقاحات من بين 13 لقاحاً مسوقاً عالمياً للقضاء على الأمراض المعدية، ووفرت الثورة الكوبية العلاج المجاني لكل أبناء الشعب، وبرغم الحصار ساهمت الثورة بشكل فعال في تطوير القطاع الصحي والبحث العلمي والثقافة، وجعلت المنظمات الدولية تقتدي بها كنموذج متطور، وبرغم العزلة الطويلة، إلا أن إرادة القائد والشعب كانت أقوى، حيث أثبتت كوبا الثورة وجودها علمياً ومنافساً لمعظم الدول المتقدمة في العديد من المجالات العلمية والطبية. 
أمريكا الإمبريالية والنظام السعودي المتعفن المكون الأساسي للقهر والظلم والاستغلال واستعباد الشعوب، من أحكم الحصار والخناق إلى حد القتل حول رقبة الشعب الكوبي والشعب اليمني. 

أترك تعليقاً

التعليقات